بريطانيا والولايات المتحدة تواصلان محادثات تجارية جديدة في عهد ترمب وستارمر

في خطوة دبلوماسية مهمة، أعلن الرئيس الأميركي ، دونالد ترمب، عن استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بعد فترة طويلة من التوقف.
و من جانبه، كشف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن عزم البلدين على التوصل إلى “صفقة اقتصادية جديدة” تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
ترمب أكد في مؤتمر صحفي مشترك يوم الخميس في واشنطن أن الصفقة يمكن أن تُنجز بسرعة لتجنب فرض التعريفات الجمركية التي كانت قد هدد بها مراراً.
ورغم عدم تقديم تفاصيل دقيقة حول نوع الاتفاق، أفاد ترمب بأن المسؤولين في إدارته، بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس، قد بدأوا العمل على هذا الملف.
وقال: “سنحصل على اتفاق تجاري رائع بطريقة أو بأخرى، ونحن نعمل على ذلك حالياً”.
تصريحات ترمب جاءت أثناء استقباله ستارمر في البيت الأبيض، حيث أشاد بالزعيم البريطاني ووصفه بـ”المفاوض الصعب”.
كما تطرق النقاش بين الزعيمين إلى قضايا أخرى مثل إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا.
التهديدات التجارية كانت تمثل مصدر قلق كبير لرئيس الوزراء البريطاني، حيث كان يواجه احتمالية فرض تعريفات جمركية أميركية على السلع البريطانية، ما كان قد يزيد من التحديات الاقتصادية التي تعاني منها المملكة المتحدة.
و في المقابل، ظهرت تهديدات مشابهة تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث ألمح ترمب إلى فرض تعريفات جمركية على دول الاتحاد بعد لقائه بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
منذ استفتاء “بريكست” في 2016، سعت الحكومات البريطانية المتعاقبة إلى إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة. وقد اعتُبر التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خطوة حيوية لتعزيز الاقتصاد البريطاني بعد مغادرته الاتحاد الأوروبي.
و في عهد ترمب، تعهدت الولايات المتحدة باتفاق تجاري “رائع” مع بريطانيا، لكن المفاوضات توقفت بسبب الخلافات حول المعايير الزراعية، ثم علقت بعد وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة.
بينما يدعو ستارمر إلى تقوية الروابط مع الاتحاد الأوروبي، قد يرى بعض مؤيدي “بريكست” أن اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة سيعزز استقلالية بريطانيا عن بروكسل.
لكن دور جيه دي فانس في المفاوضات، والذي دخل في جدال مع ستارمر بشأن القوانين المتعلقة بحرية التعبير في بريطانيا، قد يثير بعض المخاوف من إدراج قضايا وسائل التواصل الاجتماعي في الاتفاقات المستقبلية.
ورغم أن ترمب أشار إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، إلا أنه أبدى تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب. وعلق قائلاً: “أعتقد أننا قد نتوصل إلى شيء متفق عليه قريباً جداً، حتى لو كان على مستوى الإمكانيات المشتركة”.
من جهته، أكد ستارمر أن المفاوضات ستركز على جوانب جديدة من التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستعملان على اتفاق اقتصادي جديد قائم على التكنولوجيا المتقدمة. وأضاف: “نريد تحقيق نتائج اقتصادية ملموسة تخدم مصالح بلدينا على المدى الطويل”.
في الختام، يبدو أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وبريطانيا تشير إلى مرحلة جديدة من التعاون، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي قد ترافقها، مع التركيز على التكنولوجيا والابتكار كأولوية مشتركة بين البلدين.