بدء إصلاح خطوط الكهرباء حول محطة زابوريجيا النووية بعد انقطاع استمر شهراً
أعلنت السلطات الأوكرانية والروسية، السبت، عن انطلاق أعمال إصلاح خطوط الكهرباء المتضررة خارج محطة زابوريجيا النووية، أكبر منشأة نووية في أوروبا، بعد انقطاع استمر أكثر من أربعة أسابيع، في خطوة وصفتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها “حاسمة للأمن النووي العالمي”.
وأوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أن فرق الصيانة بدأت العمل فعلياً بعد التوصل إلى تفاهمات ميدانية لإنشاء مناطق وقف إطلاق نار محدودة، ما أتاح تنفيذ الإصلاحات بأمان في منطقة ما تزال قريبة من خط المواجهة بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأضاف جروسي في منشور عبر منصة “إكس” أن “استعادة الكهرباء من مصادر خارجية تمثل عنصراً أساسياً لضمان سلامة المفاعلات ومنع أي خطر إشعاعي محتمل”، مشيراً إلى أن كلا الطرفين أبدى “تعاوناً بناءً” مع بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تنفيذ خطة الإصلاح التي وصفها بأنها “شديدة التعقيد”.
تخضع محطة زابوريجيا، التي تضم ستة مفاعلات نووية، لسيطرة القوات الروسية منذ الأسابيع الأولى من الحرب في فبراير 2022، فيما تتهم كييف وموسكو بعضهما البعض مراراً بشن هجمات تعرض المنشأة لخطر الانفجار أو التسرب الإشعاعي.
وتقع المحطة قرب مدينة إينرهودار على ضفاف نهر دنيبرو، في منطقة تشهد اشتباكات متكررة، ما جعل عمليات الصيانة وإمدادات الطاقة عرضة للانقطاع.
وقد تعرضت خطوط الكهرباء المغذية للمحطة لانقطاعات متكررة منذ اندلاع الحرب، إلا أن الانقطاع الأخير كان الأطول منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف من النزاع المستمر.
ورغم أن المحطة لا تنتج كهرباء حالياً، فإنها تعتمد على مصادر طاقة خارجية لتبريد الوقود النووي والحفاظ على درجة أمان المفاعلات.
وأكدت وزيرة الطاقة الأوكرانية سفيتلانا جرينتشوك أن “إعادة ربط المحطة بالشبكة الأوكرانية وضمان إدارتها من قبل خبراء محليين أمران ضروريان لتفادي وقوع حادث نووي كارثي”.
وفي المقابل، أعلنت إدارة المحطة المعيّنة من قبل موسكو أن وزارة الدفاع الروسية تشرف على تأمين المنطقة وحماية فرق الصيانة خلال فترة العمل، بالتنسيق مع المراقبين الدوليين.
ويرى مراقبون أن نجاح عمليات الإصلاح الحالية سيكون اختباراً حقيقياً لقدرة الطرفين على التنسيق الميداني لتجنب كارثة نووية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصعيد عسكري جديد في جنوب أوكرانيا.
