بافت: ولادتي في أمريكا كانت أكثر لحظات حياتي حظاً… وأؤمن بقوة الاقتصاد الأمريكي رغم التحديات

يعتبر الملياردير الأمريكي الشهير “وارن بافت” أن أعظم لحظة حظ في حياته كانت يوم ولادته، لا لشيء إلا لأنه وُلد في الولايات المتحدة.
هذا التصريح جاء خلال الاجتماع السنوي لمساهمي شركته “بيركشاير هاثاواي”، حيث عبّر عن امتنانه لكونه نشأ في بلد لا يمثل سوى 3% من عدد المواليد عالميًا آنذاك، لكنه وفر له فرصًا غير محدودة.
وفي ظل القلق المتزايد من بعض المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، دعا “حكيم أوماها” إلى التروي وعدم الإفراط في التشاؤم، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تمر باستمرار بعمليات تغيير وتحول، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يطغى فيها القلق على المشهد الاقتصادي.
ورغم إقراره بعدم قدرته على التنبؤ باتجاهات السوق على المدى القصير، شدد بافت على ثقته الراسخة في المسار الطويل الصاعد للأسهم الأمريكية، مؤكدًا أن هذا الاتجاه التاريخي سيتواصل في نهاية المطاف.
وحين طُرح عليه سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمر بتحول جذري يستوجب إعادة تقييم الأصول، أجاب بحزم: “من يظن أن أمريكا بقيت على حالها منذ عام 1930، لا يراقب الواقع جيدًا. لقد واجهنا أحداثًا لم تكن في الحسبان، وتجاوزناها”.
وأشار بافت إلى أن تاريخ أمريكا حافل بالأزمات، من الكساد الكبير إلى الحروب والصراعات السياسية والتطورات التكنولوجية، إلا أن الاقتصاد الأمريكي أثبت قدرته على تجاوزها وتحقيق نمو طويل الأجل.
وعلى الرغم من حرصه على عدم توجيه انتقادات مباشرة للإدارة الجمهورية الحالية، فإنه لم يتردد في التحذير من السياسات الحمائية، وبالأخص فرض الرسوم الجمركية، معتبرًا إياها بمثابة “عمل حربي” من الناحية الاقتصادية.
وأوضح في هذا السياق: “فرض الرسوم ليس خيارًا صائبًا، فكلما ازدهر العالم، ازدهرنا نحن أيضًا، وتعزز شعور الأمان لدى أجيالنا القادمة”.
وفي ختام كلمته، جدد بافت تمسكه العميق بالولايات المتحدة، قائلاً بابتسامة ساخرة: “لو أُتيح لي أن أُولد مجددًا، فسأتأكد من أنني سأُولد في أمريكا مرة أخرى، دون أدنى شك”.