اقتصاد المغربالأخبارالاقتصادية

باسم التجارة الإلكترونية: كيف تُنصب شباك ‘بونزي’ لاصطياد الطلبة وربات البيوت؟

باتت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب تعج بظاهرة مثيرة للقلق تتمثل في بروز “رجال أعمال مزيفين” يروجون لصور نمطية من الرفاهية المصطنعة والنجاح السريع، مستعرضين سيارات فاخرة وساعات باهظة لجذب الانتباه وكسب ثقة المتابعين.

هؤلاء الأشخاص، الذين يقدمون أنفسهم كخبراء في “التجارة الإلكترونية” وجيل جديد من المقاولين، ليسوا في الحقيقة إلا الواجهة الدعائية لشركات التسويق الهرمي أو ما يُعرف بـ “أعمال بونزي”، حيث يستغلون هذا البريق الزائف لاستدراج الضحايا إلى دوامة من الاحتيال الممنهج.

إنهم لا يبيعون مشاريع حقيقية، بل يستثمرون في أحلام البسطاء عبر تحويل اللقاءات الاجتماعية و”الحفلات” الخاصة إلى منصات لاستعراض قصص نجاح وهمية، تهدف بالأساس إلى إقناع الحاضرين بأن الثراء الفاحش ممكن بمجرد دفع مبلغ الانضمام وتجنيد الآخرين.

تستهدف هذه الشبكات بشكل مباشر ومدروس فئتين أساسيتين في المجتمع المغربي؛ الأولى هي فئة ربات البيوت اللواتي يبحثن عن فرص لزيادة دخل الأسرة ومواجهة الضغوط المالية، حيث يتم التلاعب بعواطفهن وإيهامهن بأن هذا “العمل” هو السبيل الوحيد لتحقيق الذات والاستقلال المادي من قلب المنزل.

أما الفئة الثانية فهي فئة الطلبة والشباب، الذين يتم استغلال طموحهم الجامح ورغبتهم في الهروب من شبح البطالة، فيندفعون وراء هذه الوعود البراقة دون إدراك للمخاطر الجسيمة التي تحيط بهذا النموذج التجاري.

وما تخفيه هذه الشركات خلف ممارساتها المضللة هو حقيقة صادمة تؤكدها الإحصائيات، حيث أن 99% من المشاركين ينتهي بهم المطاف بخسارة أموالهم، لأن الربح في هذا النظام لا يأتي من قيمة المنتج، بل من “رؤوس” المنتسبين الجدد في سلسلة لا تنتهي إلا بالانهيار.

إن هذا النوع من الاحتيال المقنع لا يكتفي باستنزاف جيوب المغاربة، بل يمتد أثره لضرب الثقة في قطاع التجارة الإلكترونية الحقيقي والنزيه، مما يهدد الاقتصاد الوطني ويخلق أزمات اجتماعية ونفسية حادة للضحايا.

لذا، فإن الوقاية من هذه المخاطر تبدأ بالوعي والحذر من كل من يدعي امتلاك مفاتيح الثراء السهل، وإجراء بحث دقيق وصارم عن قانونية أي شركة قبل الانخراط فيها.

إن مواجهة ظاهرة “رجال الأعمال المزيفين” وحماية الطلبة والنساء من مخالب التسويق الهرمي تتطلب تظافر جهود الجميع، من خلال التوعية المستمرة والتبليغ عن الأنشطة المشبوهة، لضمان حماية المواطنين من عمليات النصب التي تقتات على آمالهم وتطلعاتهم نحو حياة أفضل.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى