باريس تؤكد ضرورة ضمانات أمنية أمريكية قبل أي مفاوضات حول الأراضي الأوكرانية
أعلنت الرئاسة الفرنسية مساء الجمعة أن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الولايات المتحدة بتقديم “ضمانات أمنية” واضحة قبل الشروع في أي مفاوضات حول الأراضي الشرقية في أوكرانيا المحتلة من قبل القوات الروسية.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إن الشفافية الكاملة بشأن هذه الضمانات تمثل شرطًا أساسيًا لأي تعديل محتمل في ملف الأراضي المتنازع عليها. وأضاف أن الضمان الأمريكي المطلوب قد يشبه “البند الخامس” في ميثاق حلف شمال الأطلسي، أي التزامًا أمريكيًا تجاه الدول المشاركة في ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين”.
ويتألف هذا التحالف من نحو ثلاثين دولة مستعدة لدعم الجيش الأوكراني، وبعضها على استعداد للمشاركة في قوة “طمأنة” داخل أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لمنع أي هجوم روسي جديد.
وأكد المستشار أن الهدف من الضمان الأمريكي هو إرسال رسالة واضحة إلى موسكو، مفادها أنه في حال تخطيطها لمهاجمة أوكرانيا مجددًا، فإنها ستواجه ليس فقط الأوروبيين والأوكرانيين، بل أيضًا الولايات المتحدة.
كما نفى المسؤول الفرنسي موافقة كييف على أي تنازلات إقليمية، في أعقاب تقارير صحفية تحدثت عن استعداد الأوكرانيين للتنازل عن بعض الأراضي. وقال: “الأوكرانيون لم يبرموا أي صفقة بشأن الأراضي، ولا يفكرون في إنشاء منطقة منزوعة السلاح”.
من جانب آخر، أشار ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى ضرورة وجود منطقة منزوعة السلاح على جانبي خط المواجهة، مع بقاء بعض الأراضي تحت الاحتلال الروسي الفعلي.
وأشار المستشار الفرنسي إلى أن المحادثة التي جرت يوم الأربعاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت “صعبة”، مع وجود اختلافات حول “كيفية تنظيم تسلسل الأحداث في الأيام والأسابيع المقبلة”.
وأكد قصر الإليزيه ضرورة اتفاق الأمريكيين أولًا مع الأوروبيين والأوكرانيين على مقترحات سلام مشتركة قبل أي مفاوضات مع روسيا، موضحًا أن الأرضية المشتركة يجب أن تتيح تقديم عرض تفاوض شامل يحترم القانون الدولي ومصالح أوكرانيا السيادية.
وعن حضور ماكرون اجتماع القادة الأوروبيين المقرر عقده الإثنين في برلين، اكتفى الإليزيه بالقول إن “الأمر لم يُحسم بعد، وبرلين خيار ممتاز لعقد الاجتماعات الأوروبية المقبلة”.
