انخفاض الدولار يفتح بابًا لتحولات استراتيجية في توجهات المستثمرين العالميين

أشارت شركة RBC العالمية لإدارة الأصول إلى أن التراجع الحاد في قيمة الدولار الأمريكي منذ بداية العام قد يعكس تحولًا أوسع وأعمق في سلوك المستثمرين حول العالم، حيث يتجهون تدريجيًا للابتعاد عن الأصول المقومة بالدولار.
وفي مذكرة جديدة أصدرتها الشركة لعملائها، أظهرت البيانات أن مؤشر الدولار الأمريكي انخفض بنحو 10% منذ يناير، رغم استمرار حالة عدم الاستقرار والتقلبات في الأسواق العالمية، والتي عادة ما تدفع المستثمرين للبحث عن الدولار كملاذ آمن.
وترى RBC أن هذا الانخفاض لا يمثل مجرد تراجع مؤقت، بل يعكس أيضاً تصاعد الشكوك حول “الاستثنائية الأمريكية” والدور التقليدي للدولار كعملة مفضلة في أوقات الأزمات.
و رغم المخاوف المتزايدة المتعلقة بالنمو الاقتصادي والسياسات النقدية العالمية، لم يتمكن الدولار من المحافظة على قوته، مما يزيد من فرص استمرار ضعفه في المستقبل القريب، وفقًا لتحليل الشركة.
كما تؤكد RBC أن الارتفاع المفرط لقيمة الدولار مقارنة بالأساسيات الاقتصادية يجعل المستثمرين يعيدون توزيع محافظهم المالية باتجاه أصول مقومة بعملات أخرى، وهو توجه قد يؤثر بشكل كبير على أداء الأسهم والسندات الأمريكية، خاصة عند احتساب العوائد بعد تعديلها وفق تحركات العملة.
ويتسبب هذا الانخفاض في مؤشر الدولار الأمريكي في تقليل جاذبية الأسواق الأمريكية للمستثمرين الأجانب، خصوصًا عند مقارنة أداء الأصول الأمريكية مع نظيراتها في مناطق اليورو وآسيا.
ويرى محللو RBC أن إعادة تسعير جديدة للدولار بدأت بالفعل في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتغير السياسات النقدية للبنوك المركزية حول العالم.