انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر عالميًا في 2024 يُعيق أهداف التنمية المستدامة
شهد حجم الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم تراجعًا ملحوظًا في عام 2024، مما يُعيق الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك وسط حالة من عدم اليقين تُخيّم على المشهد الاقتصادي العالمي.
كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” في بداية هذا الأسبوع عن ارتفاع إجمالي التدفقات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 11% ليصل إلى حوالي 1.4 تريليون دولار في العام الماضي.
|
اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات المتقدمة |
||
|
المنطقة |
|
توضيح |
|
أمريكا الشمالية |
|
– ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في اقتصادات أمريكا الشمالية بنسبة 13% عام 2024، بفضل نمو صفقات الاندماج والاستحواذ بالولايات المتحدة 80% خلال نفس الفترة. – وفي الوقت ذاته، شهدت الولايات المتحدة زيادة بنسبة 93% في التدفقات الأجنبية للاستثمار في المشروعات الجديدة، لتسجل 266 مليار دولار بفضل جاذبية قطاع أشباه الموصلات. |
|
أوروبا |
|
– وبعكس أمريكا الشمالية، ورغم زيادة التدفقات للمشروعات الجديدة في المملكة المتحدة وإيطاليا، هبط الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة العجوز بنسبة 45% عند استبعاد اقتصادات عبور الاستثمارات. – إذ تراجعت الاستثمارات الوافدة لـ 18 دولة من أصل 27 دولة عضوة بالاتحاد الأوروبي، مع انخفاض تدفقات المشروعات الجديدة – والتي تعد غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل النمو الاقتصادي- بنسبة 10% على مستوى القارة. – وهبطت الاستثمارات الأجنبية الوافدة لألمانيا –أكبر اقتصادات أوروبا – بنسبة 45%، وتراجعت 35% في إيطاليا. |
ومع ذلك، عند استبعاد التدفقات التي تمر عبر الاقتصادات الأوروبية التي تعمل كنقاط عبور للاستثمارات قبل وصولها إلى وجهتها النهائية، يتبين أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر قد انخفض فعليًا بنسبة 8%.
يُصاحب هذا الانخفاض تباين حاد في توزيع هذه التدفقات بين الدول النامية والمتقدمة، وحتى داخل هاتين الفئتين على نطاق جغرافي أضيق.
و لم تسلم الدول النامية من هذا التراجع، حيث شهدت انخفاضًا في الاستثمار الأجنبي المباشر للعام الثاني على التوالي.
يُعد هذا التراجع مقلقًا بشكل خاص نظرًا لتأثيره السلبي على النمو الاقتصادي والتنمية في هذه الدول. وقد لوحظ انخفاض ملحوظ في الاستثمارات المُوجهة إلى قارة آسيا، التي عادةً ما تستقطب النصيب الأكبر من التدفقات الأجنبية بين الدول النامية.
|
حالة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الدول النامية |
||
|
المنطقة |
|
توضيح |
|
آسيا |
|
– تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في آسيا بنسبة 7% العام الماضي. – تزامن ذلك مع تراجع التدفقات للصين بنسبة 29% رغم تباطؤ وتيرة الانخفاض عن الذروة المسجلة عام 2022 عند 40%. |
|
إفريقيا |
|
– بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة السمراء 94 مليار دولار العام الماضي بزيادة سنوية 84%. |
|
أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي |
|
– في حين زادت القيم الإجمالية للمشروعات الجديدة في كلٍ من البرازيل والأرجنتين وكولومبيا خلال العام الماضي، ما يُبشر بحدوث انتعاش اقتصادي مستقبلاً بهذه الدول. |
و على الرغم من أن إفريقيا كانت من بين المناطق النامية التي شهدت زيادة في الاستثمار الأجنبي في العام الماضي، إلا أن حجم التدفقات الوافدة إلى القارة لا يزال متواضعًا ولا يُلبي الطموحات.
توقعت “أونكتاد” في تقريرها نموًا معتدلًا في الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم في عام 2025، مدفوعًا بتحسن ظروف التمويل وانتعاش أنشطة الاندماج والاستحواذ.
