انخفاض إنتاج البطيخ المغربي وسط تحديات الجفاف ومنافسة عالمية متزايدة

شهد إنتاج المغرب من البطيخ الأحمر (الدلاح) في عام 2023 تراجعًا كبيرًا بمقدار 140.23 مليون كيلوغرام مقارنة بالعام السابق، وذلك بسبب ظاهرة الجفاف التي أثرت بشكل ملحوظ على الموارد المائية في البلاد.

ورغم الزيادة الطفيفة في المساحة المزروعة، إلا أن التحديات المتعلقة بنقص المياه تسببت في تراجع الإنتاج، حيث بلغ إنتاج المغرب من هذه الفاكهة في عام 2023 حوالي 462.72 مليون كيلوغرام على مساحة 14,582 هكتارًا، محققًا متوسط إنتاج بلغ 3.17 كيلوغرام لكل متر مربع.

وفقا لتقرير “إيست فروت”، فقد تم ربط هذا الانخفاض في الإنتاج بالجفاف المستمر، حيث تتأثر مناطق مثل إقليمي طاطا وزاكورة التي تتميز بندرة المياه، مما دفع السلطات إلى فرض قيود على زراعة البطيخ في هذه المناطق.

وفي عام 2024، استمر القطاع الزراعي في مواجهة تحديات ضخمة بسبب شح المياه، ما أدى إلى مخاوف من نقص الكميات وجودة الفاكهة.

وفي سياق آخر، أظهرت منصة “Hortoinfo” المتخصصة في مجال الزراعة أن الإنتاج العالمي من البطيخ وصل إلى مستوى قياسي في عام 2023، حيث بلغ 104.932 مليون كيلوغرام، بزيادة قدرها 1.889 مليار كيلوغرام مقارنة بالعام الذي قبله.

كما ارتفعت المساحة المزروعة عالميًا إلى 3,042,931 هكتارًا، أي بزيادة تصل إلى 14,154 هكتارًا مقارنة بعام 2022.

وعلى مستوى الإنتاج العالمي، تصدرت الصين قائمة أكبر منتجي البطيخ في العالم، حيث بلغ إنتاجها 63.82 مليون طن، وهو ما يمثل أكثر من 60% من الإنتاج العالمي، تليها الهند التي أنتجت 3.63 مليار كيلوغرام. كما شهدت تركيا والجزائر تراجعات في إنتاجهما خلال العام 2023، بينما تواصل مصر تألقها في هذا المجال.

يتضح من هذه الأرقام أن المغرب، رغم مكانته العالمية في إنتاج البطيخ، يواجه تحديات كبيرة تتطلب حلولًا استراتيجية للتعامل مع آثار الجفاف ونقص المياه التي تهدد استدامة هذا القطاع الزراعي الحيوي.