شهدت أسعار الذرة، الصويا، والقمح تراجعًا ملحوظًا في تداولات الجمعة ببورصة شيكاغو للسلع، رغم الإعلان عن بيانات إيجابية متعلقة بالصادرات الأمريكية من الحبوب، مما يثير تساؤلات حول العوامل المؤثرة في الأسواق الزراعية.
أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية ارتفاع مبيعات التصدير للذرة خلال موسم 2024/2025 إلى 1.66 مليون طن متري في الأسبوع المنتهي في 16 يناير، متجاوزة الحد الأعلى للتوقعات التي تراوحت بين 0.7 و1.7 مليون طن متري.
ويمثل هذا الرقم أكبر مبيعات مسجلة خلال أربعة أسابيع، بزيادة بلغت 62.2% مقارنة بالأسبوع السابق.
كانت كوريا الجنوبية أكبر مستورد للذرة الأمريكية بشرائها 462.100 طن متري، تلتها تايوان بـ277.500 طن متري. أما بالنسبة لموسم 2025/2026، فقد بلغت حجوزات الذرة 9.243 طن متري، موزعة بين المكسيك واليابان، ضمن نطاق التوقعات.
على الصعيد الدولي، خفضت بورصة الحبوب في بوينس آيرس توقعاتها لمحصول الذرة الأرجنتيني بمقدار مليون طن متري ليصل إلى 49 مليون طن متري فقط.
كما أعلنت الحكومة الأرجنتينية عن خفض ضريبة تصدير الذرة من 12% إلى 9.5%، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 26 يناير، في خطوة تهدف لدعم تنافسية صادراتها في الأسواق العالمية.
رغم البيانات الإيجابية للصادرات الأمريكية والتطورات الدولية، واصلت العقود الآجلة للحبوب في بورصة شيكاغو للسلع الانخفاض على النحو التالي:
الذرة: تراجعت العقود الآجلة تسليم مارس بنسبة 0.8% لتستقر عند 4.86 دولار للبوشل.
الصويا: شهدت العقود الآجلة تسليم مارس انخفاضًا بنسبة 1% لتصل إلى 10.55 دولار للبوشل.
القمح: هبطت العقود الآجلة تسليم مارس بنسبة 1.8% لتغلق عند 5.44 دولار للبوشل.
و رغم الدعم الذي توفره البيانات الإيجابية للصادرات الأمريكية، يبدو أن عوامل مثل التوقعات بشأن المحاصيل العالمية، تخفيض الضرائب على الصادرات في الأرجنتين، وتوجهات الطلب العالمي لا تزال تلقي بظلالها على الأسعار.
على المدى القريب، من المتوقع أن تواصل الأسواق الزراعية التقلب، مع استمرار تأثير العوامل الجيوسياسية، تغيرات السياسات التصديرية، وحالة الطقس في الدول المنتجة على حركة الأسعار.
