انتعاش الين الياباني مدفوع بتوقعات رفع أسعار الفائدة واقتراب اجتماع بنك اليابان
شهد الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية صباح الاثنين، مستهلًا تعاملات الأسبوع بمكاسب جديدة أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
يعكس هذا الأداء القوي استئناف العملة اليابانية لاتجاهها الصعودي الذي توقف مؤقتًا يوم الجمعة الماضي، مع اقترابها من أعلى مستوياتها خلال أربعة أسابيع.
و يأتي هذا الانتعاش على خلفية تجدد الإقبال على الين كفرصة استثمارية واعدة بالتزامن مع ترقب اجتماع السياسة النقدية الحاسم للبنك المركزي الياباني.
تصاعدت التوقعات بشأن قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الأسبوع. وجاء ذلك مدعومًا بتصريحات صريحة من بعض مسؤولي البنك المركزي، إلى جانب البيانات الاقتصادية الأخيرة التي تشير إلى أن تطبيع السياسة النقدية بات مبررًا في الوقت الحالي.
و انخفض الدولار أمام الين بنسبة 0.35% ليصل إلى 155.70¥ مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 156.26¥، بينما بلغ أعلى سعر خلال الجلسة 156.58¥.
و سجل الين خسارة نسبتها 0.75% أمام الدولار، في أول تراجع له خلال ثلاثة أيام، بسبب عمليات جني الأرباح والتصحيح السعري بعد أن بلغ أعلى مستوى في أربعة أسابيع عند 154.97¥.
أداء أسبوعي مميز: اختتم الين الأسبوع الماضي بمكاسب نسبتها 0.9% أمام الدولار، ليحقق ثاني ارتفاع أسبوعي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له منذ نوفمبر 2024، مدفوعًا بالتوقعات المتزايدة حول قرارات بنك اليابان المقبلة.
و أدلى محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، بتصريحات لافتة الأسبوع الماضي، مؤكدًا أن البنك سيعدل سياسته النقدية ويرفع أسعار الفائدة إذا استمرت إشارات التحسن الاقتصادي مع اقتراب معدلات التضخم من المستهدف.
كما أشار أويدا إلى أن الاجتماع المقبل سيشهد مناقشة التطورات الاقتصادية بشكل معمق قبل اتخاذ أي قرار.
في سياق متصل، صرّح نائب المحافظ ريوزو هيمينو بأن احتمالات رفع أسعار الفائدة تعززت مع تحسن أوضاع الأجور وزيادة وضوح السياسة الاقتصادية الأمريكية، خصوصًا بعد خطاب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
و في أعقاب التصريحات الأخيرة، ارتفعت احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع يناير من 55% إلى 80%، مما يعكس ثقة الأسواق في تغيير وشيك في السياسة النقدية.
و من المقرر أن يعقد بنك اليابان اجتماعه يوم الخميس لدراسة الخيارات المناسبة لدعم ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
وتشير التوقعات إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة إلى 0.50%، وهو أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، مع إعلان النتائج رسميًا يوم الجمعة.
هذا الترقب الكبير يعكس الأهمية البالغة لهذا الاجتماع، حيث يمكن أن يرسم مسارًا جديدًا للسياسة النقدية في اليابان ويعزز مكانة الين كملاذ آمن في الأسواق المالية العالمية.