الاقتصاديةالعملات

انتعاش الدولار يلوح بنهاية فترة تراجعه ويفتح آفاقًا جديدة للأسواق الأوروبية والعالمية

في تطور لافت، بدأت المؤشرات تلمح إلى نهاية مرحلة الضعف التي مر بها الدولار الأمريكي منذ بداية العام، مع تعافٍ قد يحمل تأثيرات عميقة على حركة الأسواق العالمية، لا سيما الأسهم الأوروبية التي كانت تحت ضغط ملحوظ في الأشهر الماضية.

بعد تراجع تجاوز 10% منذ ذروته في يناير، عاد الدولار للارتفاع مدفوعًا باتفاقيات تجارية أبرمتها الولايات المتحدة مؤخرًا مع كل من اليابان والاتحاد الأوروبي.

هذا الصعود المفاجئ للدولار، وفقًا لتحليل صادر عن بنك “باركليز”، قد يكون بداية لتحول أوسع في اتجاه العملة الأمريكية، خصوصًا في ظل استمرار الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي وثبات أرباح الشركات.

ويشير “باركليز” إلى أن موجة البيع على الدولار، والتي بلغت مستويات مضاربية مرتفعة، قد بدأت بالانحسار، ما يعزز من احتمالات تغيير في ديناميكيات السوق، قد يعيد ترتيب الأولويات والرهانات على الساحة المالية العالمية.

من ناحية أخرى، كان صعود اليورو خلال الأشهر الماضية، مدفوعًا بتدفقات رؤوس الأموال أكثر من الفوارق في أسعار الفائدة، أحد العوامل التي أضعفت أرباح الشركات الأوروبية، خاصة تلك التي تعتمد على التصدير. هذا ما جعل العملات الأوروبية عبئًا إضافيًا إلى جانب التوترات التجارية.

ويتوقع محللو العملات في “باركليز” أن يتجه زوج اليورو/الدولار إلى التراجع نحو مستوى 1.1300، مما قد يعيد التوازن إلى الشركات الأوروبية المتضررة ويقلص من أثر ضعف شروط التبادل التجاري، التي تفاقمت بسبب التعريفات.

وقد ساهمت هذه التحركات في جعل الأسهم الأوروبية تتخلف عن نظيرتها الأمريكية من حيث الأداء، حيث كان تأثير قوة اليورو على الأرباح أقوى من تأثير السياسات الجمركية نفسها.

إلا أن بداية تعافي الدولار قد توفر متنفسًا للأسواق الأوروبية، وربما تضع حدًا لتخفيضات توقعات الأرباح التي شهدتها قطاعات تصديرية رئيسية.

لكن، وعلى الرغم من هذا التحول الإيجابي المحتمل، تبقى هناك مخاطر قائمة. فالغموض الذي يلف سياسات الاحتياطي الفيدرالي، والتقارب المرتقب في سياسات الفائدة العالمية بحلول عام 2026، إلى جانب احتمال تسجيل اقتصاد منطقة اليورو لنمو أقوى من المتوقع، كلها عوامل قد تحد من استمرار قوة الدولار على المدى المتوسط.

وبرغم تلك التحديات، خلص تقرير “باركليز” إلى أن سوق العملات لم يعد يتحرك باتجاه واحد، وأن الوقت قد يكون قد حان لإعادة تقييم مراكز المستثمرين مع دخول الأسواق مرحلة جديدة من التوازن النقدي والاقتصادي العالمي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى