انتعاش أرباح الشركات الصناعية الصينية في الربع الأول 2025 رغم الضغوط الاقتصادية والتجارية

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة يوم الأحد أن أرباح الشركات الصناعية الصينية شهدت نموًا محدودًا خلال الربع الأول من عام 2025، رغم استمرار التحديات الناجمة عن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وعدم وجود أفق واضح لاستئناف المحادثات الثنائية بين البلدين.
وبحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني، ارتفعت الأرباح التراكمية للشركات الصناعية بنسبة 0.8%، لتصل إلى 1.5 تريليون يوان، أي ما يعادل 205.86 مليار دولار، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وهو ما يمثل تحولًا إيجابيًا بعد تراجع الأرباح بنسبة 0.3% خلال أول شهرين من العام. كما شهد شهر مارس فقط ارتفاعًا بنسبة 2.6% في الأرباح مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وفقًا لما ذكره الإحصائي في المكتب الوطني للإحصاء، يو وينينغ، فإن هذا النمو يأتي بعد انخفاض في أرباح القطاع الصناعي بنسبة 3.3% خلال عام 2024، مما يعكس التحديات التي واجهتها الشركات في النصف الثاني من العام الماضي.
ومع ذلك، استفادت بعض القطاعات من تحفيزات الحكومة، حيث ارتفعت أرباح قطاع الأجهزة الذكية القابلة للارتداء بنسبة 78.8%، بينما حقق قطاع الأجهزة المنزلية للمطابخ نموًا قدره 21.7%.
و رغم التحسن النسبي في أداء الربع الأول من العام 2025 بفضل حوافز الحكومة التي دعمت الاستهلاك والاستثمار، لا تزال الضغوط التضخمية تؤثر على أرباح الشركات ودخول العمال.
كما أن التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة لا تزال تلقي بظلالها على بيئة الأعمال، مع تصعيد التوترات التي أثرت سلبًا على سوق التصدير، خاصة بعد زيادة واشنطن للرسوم الجمركية على البضائع الصينية بنسبة 145%.
في إطار هذه الضغوط، دعت الحكومة الصينية الشركات إلى التركيز على السوق المحلية كبديل للسوق الأمريكية المغلقة تقريبًا بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة.
وعلى الرغم من تزايد شكاوى المصانع الصينية بشأن ضعف الطلب المحلي وصعوبات التصدير، تعهدت الحكومة الصينية بتقديم دعم خاص للشركات والعمال المتضررين من الرسوم الأمريكية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات مالية ونقدية جديدة لدعم الابتكار والاستثمار في الاستهلاك والتجارة الخارجية.
أظهرت البيانات أيضًا تباينًا في أداء القطاعات المختلفة، حيث انخفضت أرباح الشركات المملوكة للدولة بنسبة 1.4%، بينما تراجعت أرباح الشركات الخاصة بنسبة 0.3%.
في المقابل، حققت الشركات الأجنبية العاملة في الصين نموًا في أرباحها بنسبة 2.8%، مما يعكس اختلافات في قدرة القطاعات على التكيف مع الظروف الاقتصادية والتجارية الراهنة.
تعتبر هذه البيانات مؤشرًا هامًا على أداء القطاع الصناعي في الصين في ظل التحديات المحلية والعالمية، وتسلط الضوء على ضرورة تكيف الشركات مع الأوضاع المتغيرة لتحقيق النمو المستدام في المستقبل.