الاقتصادية

انتخاب زهران ممداني عمدة نيويورك.. تحول رمزي بين النفوذ المالي والعدالة الاجتماعية

شهدت مدينة نيويورك، العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة، فجرًا سياسيًا جديدًا مع فوز زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية عن الحزب الديمقراطي، بعمر 34 عامًا، بمنصب عمدة المدينة، في إشارة إلى تحول شعبي يوازن بين النفوذ المالي والعدالة الاجتماعية. وقد تمكن ممداني من الفوز رغم الإنفاق الضخم لمؤيدي منافسه وحاكم نيويورك السابق أندرو كومو.

يركز ممداني على مجموعة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية الطموحة، تشمل تثبيت أسعار الإيجارات، توفير مساكن بأسعار معقولة، رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا بحلول عام 2030، تقديم خدمة حافلات مجانية، ورعاية شاملة للأطفال.

لتمويل هذه المبادرات، يدعم ممداني رفع الضرائب على الشركات وأصحاب الدخول المرتفعة، في وقت تتحمل نسبة 1% فقط من سكان المدينة نحو نصف العبء الضريبي الإجمالي.

واجه ممداني حملة قوية من رجال الأعمال، بينهم المليارديران بيل أكمان ودان لوب، الذين حذروا من أن سياساته قد تدفع الشركات إلى نقل مقراتها خارج المدينة، ما قد يؤدي إلى فقدان وظائف.

سبق لممداني أن تعهد باتخاذ إجراءات صارمة تجاه القادة الدوليين مثل فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو إذا دخلوا المدينة، تماشيًا مع مذكرات توقيف صادرة من المحكمة الجنائية الدولية، رغم استحالة تطبيق هذه الإجراءات عمليًا وفق القانون الفيدرالي.

رغم أن العمدة لا يملك سلطة مباشرة على القوانين الضريبية أو تنظيم المؤسسات المالية، إلا أن إنفاق المدينة وشراءاتها يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على بيئة الأعمال في وول ستريت، وهو ما يثير قلق المؤسسات المالية بشأن احتمالية نقل مقراتها إلى ولايات أقل ضرائب وأكثر مرونة، مثل تكساس وفلوريدا.

يعد قطاع العقارات الأكثر تأثرًا، في ظل سعي ممداني لتثبيت أسعار الإيجارات وزيادة الوحدات المدعومة حكوميًا، بينما يتبنى المطورون العقاريون موقفًا حذرًا لحين وضوح أولويات الإدارة الجديدة.

يرى بعض الخبراء أن السياسات قد تكون أقل حدة عند التنفيذ، خاصة وأن أي زيادات ضريبية تتطلب موافقة تشريعية، كما قد تؤدي الأجندة الاجتماعية إلى تحسين الإنتاجية وتقليل تكاليف المعيشة، مما يدعم الاقتصاد المحلي على المدى الطويل.

يبقى تأثير ممداني المباشر على وول ستريت محدودًا، لكنه يحمل دلالات أوسع حول توجهات سكان نيويورك نحو موازنة النمو الاقتصادي مع العدالة الاجتماعية، في تحول رمزي يعكس رغبة متزايدة في تحقيق توازن بين القوة المالية ورفاهية المجتمع.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى