اليورو يواصل مكاسبه بدعم من تراجع الدولار وتطورات سياسية إيجابية في فرنسا

سجل اليورو ارتفاعًا جديدًا في تعاملات الأربعاء داخل الأسواق الأوروبية، مواصلًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، في ظل استمرار تعافي العملة الأوروبية من أدنى مستوياتها خلال شهرين.
وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع قيمة الدولار بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، إلى جانب أجواء سياسية أكثر استقرارًا في فرنسا.
على صعيد التداولات، صعد اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.2% إلى 1.1626 دولار، بعد أن افتتح الجلسة عند 1.1606 دولار وسجل أدنى مستوى عند 1.1601 دولار.
وكان اليورو قد أنهى تعاملات الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 0.3%، ضمن موجة تعافٍ من أدنى مستوى له منذ شهرين عند 1.1542 دولار.
أما مؤشر الدولار الأمريكي، فقد تراجع بأكثر من 0.2% للجلسة الثانية على التوالي، مبتعدًا عن أعلى مستوى سجله في شهرين، في ظل ضغوط ناتجة عن توقعات الأسواق بإمكانية خفض الفائدة الأمريكية خلال اجتماع الفيدرالي المقرر في 28 و29 أكتوبر.
وقال جيروم باول في تصريحاته الأخيرة إن سوق العمل في الولايات المتحدة لا يزال يعاني من “حالة ركود نسبي” تتمثل في تباطؤ التوظيف وانخفاض معدلات التسريح، مشيرًا إلى أن غياب بعض البيانات الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي لم يمنع صانعي السياسة النقدية من تقييم الوضع الاقتصادي الحالي بدقة.
وأكد باول أن المجلس سيبقي على مرونة قراراته بشأن الفائدة وفق المستجدات الاقتصادية.
في أوروبا، ساهمت التطورات السياسية في فرنسا في تعزيز الثقة باليورو، بعدما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان ليكورنو تعليق تنفيذ إصلاح نظام التقاعد لعام 2023 إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2027، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات السياسية والاجتماعية المتصاعدة.
ويرى محللون أن هذا القرار يمثل تحولًا نحو نهج اقتصادي أكثر مرونة مقارنة بسياسات التقشف السابقة، ما يعزز ثقة الأسواق في الحكومة الجديدة.
كما أشار الخبير الاقتصادي مارك تشاندلر إلى أن السندات الفرنسية أظهرت أداءً قويًا، متفوقة على نظيراتها في منطقة اليورو، بفضل النظرة الإيجابية للأسواق تجاه تخفيف السياسات التقشفية ودعم الاستقرار السياسي في باريس.