اليورو يهبط لأدنى مستوى في 3 أشهر وسط توقعات بخفض الفائدة الأوروبية

واصل اليورو تراجعه في تعاملات اليوم الثلاثاء بالسوق الأوروبية، ليتكبد خسائره للجلسة الخامسة على التوالي أمام الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، وسط ضغوط بيعية متزايدة على العملة الموحدة لصالح العملة الأمريكية التي باتت تُعتبر الخيار الاستثماري الأكثر أماناً حالياً.
ويأتي هذا التراجع في ظل تزايد التوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل، بعدما أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤاً في التضخم داخل منطقة اليورو خلال أكتوبر، ما خفّف الضغط على صانعي السياسة النقدية في فرانكفورت.
تراجع اليورو اليوم بنسبة 0.2% ليصل إلى نحو 1.1498 دولار، وهو أدنى مستوى منذ مطلع أغسطس الماضي، بعد أن افتتح التداول عند 1.1520 دولار، فيما كان قد أنهى تعاملات الإثنين على انخفاض نسبته 0.15%، مسجلاً رابع خسارة يومية متتالية.
في المقابل، واصل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعه بنسبة 0.2% ليصل إلى 100.05 نقطة، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، مدعوماً بتزايد الإقبال على شراء العملة الأمريكية في ظل الشكوك المحيطة بتوجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
وتأتي مكاسب الدولار رغم قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثانية على التوالي، غير أن تصريحات رئيسه جيروم باول أشارت إلى أن هذا الخفض قد يكون الأخير خلال العام الجاري، ما أعاد الثقة إلى العملة الأمريكية.
تُظهر بيانات التضخم الأخيرة في منطقة اليورو تباطؤاً متوافقاً مع التوقعات، بينما حافظ التضخم الأساسي على مستوياته، مما يعزز التكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يُقدم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل.
ووفقاً لتسعير أسواق المال، ارتفعت احتمالات هذا القرار من 10% إلى 25% عقب صدور بيانات أكتوبر، فيما يترقب المستثمرون حالياً مزيداً من المؤشرات الاقتصادية وتصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي لتأكيد هذا الاتجاه.
بهذا الأداء، يبدو أن الأسواق الأوروبية مقبلة على فترة من التحول في السياسات النقدية، في وقت يستفيد فيه الدولار الأمريكي من موقعه كعملة ملاذ آمن وسط تزايد الغموض في المشهد الاقتصادي العالمي.




