اليورو ينتعش مجددًا مدعومًا باتفاق تجاري ضخم بين واشنطن وبروكسل

استهل اليورو تعاملات الأسبوع بقوة في السوق الأوروبية، مواصلاً مكاسبه أمام سلة من العملات العالمية، خاصة مقابل الدولار الأمريكي.
جاء هذا الارتفاع مدعومًا باتفاق تجاري جديد ومفاجئ بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مما أعاد الزخم للعملة الأوروبية بعد توقف مؤقت استمر يومين.
وبحلول صباح الاثنين، صعد اليورو بنسبة 0.25% ليبلغ 1.1770 دولار، مقارنة بإغلاق الجمعة عند 1.1741 دولار، مقتربًا من أعلى مستوياته في أسبوعين.
حقق اليورو مكاسب أسبوعية بلغت 1% الأسبوع الماضي، وهي الأفضل في ثلاثة أسابيع، وذلك بعد موقف البنك المركزي الأوروبي المتشدد خلال اجتماعه الأخير، والذي قلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل.
هذا الموقف أعاد ثقة الأسواق في قوة العملة الأوروبية.
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم لشهر يوليو، والتي ستكون حاسمة في إعادة تسعير توقعات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.
في اجتماع جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا، تم الإعلان عن اتفاق تجاري شامل يهدف إلى إعادة هيكلة العلاقة الاقتصادية بين الطرفين. أهم بنود الاتفاق:
-
فرض رسوم أمريكية بنسبة 15% على واردات أوروبية تشمل السيارات، الأدوية، وأشباه الموصلات، بدءًا من 1 أغسطس.
-
إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الأوروبية بالكامل، ضمن آلية “من دون مقابل”، وتشمل أجزاء الطائرات، معدات أشباه الموصلات، بعض المواد الكيميائية، ومنتجات زراعية استراتيجية.
-
الإبقاء على رسوم الصلب والألمنيوم عند 50% مؤقتًا، مع احتمالية استبدالها بنظام حصص في وقت لاحق.
-
التزام أوروبي باستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال الولاية الثانية للرئيس ترامب.
-
اتفاق أوروبي على شراء طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، تشمل الغاز الطبيعي المسال والفحم النووي.
-
ترامب يربط الاتفاق بتقليص العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي، الذي بلغ 235.6 مليار دولار في عام 2024.
-
فون دير لاين تصف الاتفاق بأنه “خطوة نحو الاستقرار وإعادة التوازن” في العلاقات التجارية عبر الأطلسي.
مع هذا التطور، يدخل اليورو مرحلة دعم قوية، ليس فقط من التحولات النقدية داخل أوروبا، بل من تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الشريك التجاري الأكبر.
ومع ترقب أرقام التضخم، سيظل مسار اليورو مرهونًا بتفاعل الأسواق مع البيانات المقبلة، لكن الاتفاق التجاري يعطي دفعة سياسية واقتصادية قد تدفعه إلى مستويات أعلى في المدى القصير.