ارتفع اليورو قرب أعلى مستوياته منذ نحو أربع سنوات مقابل الدولار الأمريكي، في ظل توقعات متزايدة بإبرام اتفاقيات تجارية هامة قبل حلول الموعد النهائي المحدد في يوليو المقبل والمتعلق بالتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مع تراجع التوترات الجيوسياسية عقب تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، تحولت أنظار الأسواق إلى تحركات السياسة النقدية الأمريكية، حيث تتصاعد التكهنات حول إمكانية خفض أسعار الفائدة قريباً.
أثار احتمال إعلان ترامب مبكراً عن خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في خطوة يُنظر إليها كإضعاف لمكانة باول، موجة من التوقعات بقرار وشيك لتخفيض الفائدة من قبل البنك المركزي.
وفي هذا السياق، أوضحت كارول كونغ، محللة العملات في بنك كومنولث أستراليا، أن الإعلان المبكر عن خليفة باول يزيد من احتمالية اعتبار باول رئيساً في “مرحلة المنتهية ولايته”، ما قد يضعف تأثير قراراته.
ورغم ذلك، أفاد مصدر مطلع لوكالة رويترز أن البيت الأبيض لم يتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن تعيين رئيس الاحتياطي الفيدرالي المقبل.
يواصل ترامب انتقاداته المتكررة لباول، داعياً إلى خفض أسعار الفائدة خلال العام الحالي، مما أثار قلق المستثمرين حول استقلالية البنك المركزي وموثوقية سياسته النقدية.
تراجع اليورو قليلاً إلى 1.16885 دولار بعد وصوله للجلسة السابقة إلى 1.1745 دولار، وهو مستوى لم يشهده منذ سبتمبر 2021.
في المقابل، حافظ مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، على قرب أدنى مستوياته منذ مارس 2022، عند 97.398 نقطة، متجهاً لتحقيق تراجع شهري بنسبة 2% في يونيو، مع خسارة تراكمية تجاوزت 10% منذ بداية العام.
بينما تزداد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي نتيجة التعريفات الجمركية، يترقب المستثمرون مؤشرات على إحراز تقدم في الاتفاقات التجارية قبل الموعد النهائي في 9 يوليو.
ودعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى اعتماد نهج سريع وبسيط في إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، بدلاً من المفاوضات المعقدة التي قد تعرقل التقدم.
