اليورو يتراجع تحت وطأة جني الأرباح وترقب بيانات التضخم الأوروبية

واصل اليورو تراجعه لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي في تداولات الأربعاء، مبتعدًا عن أعلى مستوياته في أربعة أسابيع، وسط استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح التي طالت العملة الأوروبية الموحدة.
ويأتي هذا التراجع رغم المعطيات الاقتصادية الأوروبية التي أظهرت مؤشرات تضخم قوية، ما زاد الغموض بشأن مستقبل سياسة البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، في ظل ترقب الأسواق لبيانات أسعار المستهلكين في ألمانيا وإسبانيا خلال الأيام المقبلة.
أظهرت بيانات أبريل تسارعًا في وتيرة التضخم الأساسي في منطقة اليورو، متجاوزًا توقعات السوق، ما أعاد الضغط على البنك المركزي الأوروبي بشأن توجهاته النقدية المستقبلية.
وتظل احتمالات قيام البنك بخفض سعر الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في يونيو المقبل دون مستوى 50%، وفقًا لتسعير أسواق المال.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أن “اليورو يمكن أن يتحول إلى بديل عملي للدولار الأمريكي، إذا ما تم تعزيز البنية المالية والأمنية للاتحاد الأوروبي”.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% يوم الأربعاء، ليواصل صعوده للجلسة الثانية على التوالي، مدعومًا ببيانات قوية من الاقتصاد الأمريكي.
فقد أظهرت أرقام حديثة أن ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة خلال مايو جاءت أفضل بكثير من توقعات الاقتصاديين، ما قلّص المخاوف من ركود اقتصادي رغم التوترات التجارية السابقة.
وتزامن هذا الأداء مع تراجع التوتر بين واشنطن وبروكسل، بعد أن منح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاتحاد الأوروبي مهلة حتى 9 يوليو للتوصل إلى اتفاق تجاري، مؤجلًا تهديده بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على المنتجات الأوروبية.
تراجع اليورو بنسبة 0.25% إلى مستوى 1.1300 دولار، مقابل سعر افتتاح بلغ 1.1326 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى خلال اليوم عند 1.1345 دولار.
كان اليورو قد أنهى تعاملات الثلاثاء على انخفاض بنسبة 0.5%، في أول خسارة خلال ثلاثة أيام، بعدما بلغ أعلى مستوياته في أربعة أسابيع عند 1.1419 دولار، في إطار عمليات تصحيحية بعد موجة صعود قوية.