واصل الين الياباني ارتفاعه في الأسواق الآسيوية يوم الخميس، محققًا مكاسب لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، وقريبًا من إعادة اختبار أعلى مستوياته في ستة أسابيع.
و يأتي هذا الصعود مدفوعًا بتوجهات بنك اليابان نحو تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة، مع تغييرات مرتقبة في مجلس إدارته تعزز هذا المسار.
تشهد هيكلة مجلس إدارة بنك اليابان تحولًا ملحوظًا، حيث تتراجع الأصوات الداعمة للسياسات النقدية التيسيرية، ليحل محلها خبراء اقتصاديون معروفون بتوجهاتهم التشددية.
أبرز هذه التعيينات هو ترشيح جونكو كويدا، أستاذة الاقتصاد الكلي في جامعة “واسيدا”، للانضمام إلى مجلس الإدارة في مارس المقبل.
كويدا معروفة بتأييدها للسياسات النقدية المتشددة، ومن المقرر أن تحل محل سيجي أداتشي، أحد أبرز المؤيدين للتيسير النقدي.
ومع خروج عضو آخر، تويواكي ناكامورا، في يونيو المقبل، من المتوقع أن يستمر ميل المجلس نحو رفع أسعار الفائدة، بما يتماشى مع خطط المحافظ كازو أويدا لتطبيع السياسة النقدية، خاصة في ظل استمرار معدل التضخم فوق المستهدف البالغ 2% منذ قرابة ثلاث سنوات.
إلى جانب العوامل المحلية، عزز ارتفاع الين تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، وذلك قبيل صدور بيانات اقتصادية مهمة في الولايات المتحدة، قد تقدم إشارات واضحة بشأن توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يخص خفض الفائدة في مارس المقبل.
و تراجع الدولار بنسبة 0.6% إلى 154.28 ين، بعد أن افتتح التداولات عند 155.18 ين، فيما بلغ أعلى مستوى خلال الجلسة 155.23 ين.
و ارتفع الين أمس الأربعاء بنسبة 0.2% أمام الدولار، مستأنفًا مكاسبه بعد عمليات تصحيح مؤقتة، وذلك بعد تسجيله أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 153.71 ين.
و مع هذه التغييرات الهيكلية في بنك اليابان، إلى جانب استمرار الضغوط التضخمية، تزداد احتمالات رفع أسعار الفائدة، مما قد يعزز من قوة الين خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الترقب العالمي لتحركات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الأسواق المالية.
