افتتح الين الياباني تداولات الأسبوع بقوة في الأسواق الآسيوية، مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليستأنف مساره الصاعد بعد توقف مؤقت نهاية الأسبوع الماضي أمام الدولار الأمريكي.
وجاء هذا التحسن مدعوماً باستمرار ضعف العملة الأمريكية، التي لا تزال تتحرك قرب مستويات متدنية عقب إشارات مهادِنة صدرت عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وعزز من جاذبية الين تزايد إقبال المستثمرين على شرائه قبيل اجتماع بنك اليابان المرتقب يومي الخميس والجمعة، في ظل إجماع واسع في الأسواق على أن البنك يتجه نحو رفع أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، في ثاني خطوة تشديد نقدي خلال العام الجاري.
و خلال تعاملات اليوم، تراجع الدولار أمام الين بنسبة تقارب 0.4% ليصل إلى مستوى 155.18 ين، مقارنة بسعر افتتاح عند 155.80 ين، بعدما سجل أعلى مستوى عند 155.99 ين.
وكان الين قد أنهى جلسة الجمعة الماضية على انخفاض طفيف بنحو 0.15% مقابل الدولار، في أول خسارة له خلال ثلاثة أيام، ضمن حركة تصحيح وجني أرباح تزامنت مع توقف تراجع الدولار.
و في المقابل، انخفض مؤشر الدولار بنحو 0.1%، مقترباً مجدداً من أدنى مستوياته في شهرين أمام سلة من العملات العالمية، في انعكاس مباشر لاستمرار الضغوط على العملة الأمريكية منذ اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير.
فقد أعادت لهجة البنك الأقل تشدداً من المتوقع إحياء رهانات المستثمرين على استمرار مسار خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال عام 2026.
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى اجتماع بنك اليابان المركزي، وسط توقعات قوية برفع سعر الفائدة إلى نطاق 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008 إبان الأزمة المالية العالمية.
ويترقب المستثمرون بعناية تصريحات محافظ البنك كازو أويدا، بحثاً عن مؤشرات أوضح بشأن توجه السياسة النقدية خلال العام المقبل، في وقت تتزايد فيه التكهنات حول لجوء الحكومة اليابانية إلى سياسات مالية توسعية، ما يزيد من تعقيد قرارات البنك المركزي.
عززت بيانات التضخم والأجور الأخيرة في اليابان قناعة الأسواق بقرب رفع الفائدة، حيث استقر تسعير احتمالات الزيادة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع ديسمبر عند مستويات تفوق 90%.
وفي تصريحات حديثة، أبدى المحافظ أويدا نظرة أكثر تفاؤلاً تجاه آفاق الاقتصاد الياباني، مؤكداً أن البنك سيوازن بعناية بين مكاسب ومخاطر رفع أسعار الفائدة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مسؤولين حكوميين أن بنك اليابان يرجّح بقوة المضي قدماً في رفع الفائدة خلال ديسمبر الجاري، في خطوة قد ترسم ملامح مرحلة جديدة للسياسة النقدية اليابانية.
