الين الياباني يتلقى دعمًا من اضطرابات السياسة الداخلية ويصعد لأعلى مستوى في أسبوعين

سجّل الين الياباني ارتفاعًا جديدًا خلال تداولات الخميس في السوق الآسيوية، مدفوعًا بموجة من عمليات الشراء كملاذ آمن، وسط تصاعد حالة عدم اليقين السياسي في البلاد.

وواصلت العملة اليابانية صعودها لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجّلة أعلى مستوياتها منذ أسبوعين.

عززت المخاوف السياسية المحلية في اليابان من جاذبية الين كملاذ آمن، في وقت أفادت فيه تقارير إعلامية محلية بأن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا قد يعلن استقالته في أعقاب الهزيمة القاسية التي تلقاها الحزب الحاكم في انتخابات مجلس الشيوخ.

لكن رئيس الوزراء سارع إلى نفي تلك الأنباء، مؤكدًا أنه لم يناقش خيار الاستقالة، رغم اعترافه بـ”شعور قوي بالأزمة” إثر نتائج الانتخابات، ما يضيف مزيدًا من الغموض إلى المشهد السياسي في البلاد.

تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.45% ليصل إلى مستوى 145.85 ين، وهو الأدنى منذ 10 يوليو، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 146.50 ين.

وكان الين قد حقق مكاسب طفيفة في جلسة الأربعاء، بلغت 0.1%، مدعومًا بإعلان اتفاق تجاري كبير بين اليابان والولايات المتحدة، مما عزز الثقة في الاقتصاد الياباني على المدى القصير.

و علّقت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، قائلة:

“رغم المكاسب الحالية، لا يزال الين الياباني يواجه ضغوطًا مستمرة بسبب عدم وضوح المشهد السياسي. الغموض حول ما ينوي فعله رئيس الوزراء إيشيبا يترك الأسواق في حالة ترقّب.”

وأضافت أن الغموض السياسي ينعكس أيضًا على التوقعات المالية وسياسات بنك اليابان، مشيرة إلى أن المستثمرين سيبقون في حالة حذر إلى حين تبلور الصورة السياسية.

قد يبقى الين مدعومًا في المدى القصير إذا استمر المستثمرون في البحث عن أصول آمنة وسط التوترات المحلية.

غير أن المسار الطويل للعملة سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بما ستؤول إليه التطورات السياسية، إلى جانب قرارات بنك اليابان المقبلة بشأن السياسات النقدية وأسعار الفائدة.

الين الياباني يتلقى دعمًا واضحًا من التوتر السياسي الداخلي، لكن استمرار صعوده سيتوقف على مدى استقرار الساحة السياسية وإشارات البنك المركزي حيال السياسة النقدية.