العملات

الين الياباني يتراجع وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية وتهديدات ترامب الجمركية

سجّل الين الياباني تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات الجمعة في الأسواق الآسيوية، مستأنفًا خسائره بعد توقف دام يومين أمام الدولار الأمريكي، ليعود بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوعين، وسط مخاوف متصاعدة بشأن المشهد التجاري العالمي.

وتشير التقديرات إلى أن الين في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ بداية عام 2025.

يأتي هذا التراجع رغم تزايد التوقعات بقيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في وقت لاحق من يوليو.

غير أن الأسواق تترقب صدور بيانات اقتصادية محورية من طوكيو، تتعلق بالتضخم، ومستويات الأجور، والبطالة، ما يمنع المضاربين من اتخاذ مراكز قوية لصالح العملة اليابانية.

و ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.55% ليصل إلى 147.04 ين، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 146.23 ين، وسجل أدنى مستوى عند 146.13 ين.

كما أنهى الين جلسة الخميس على ارتفاع طفيف لم يتجاوز 0.1%، في ثاني مكسب يومي على التوالي، بعد تعافٍ محدود من أدنى مستوياته عند 147.18 ين.

مع اقتراب نهاية الأسبوع، تشير البيانات إلى تراجع الين بنحو 1.75% أمام الدولار منذ بداية التداولات، ليكون بصدد تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ مطلع عام 2025، ما يعكس ضعف معنويات المستثمرين تجاه العملة اليابانية في ظل الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة.

تزايدت حالة الفوضى في التجارة العالمية بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته توسيع دائرة الرسوم الجمركية.

فقد أعلن عن خطط لفرض تعريفة شاملة تتراوح بين 15% و20% على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

وفي تحرك مثير للجدل، فرض ترامب بالفعل رسومًا بنسبة 35% على الواردات من كندا، مؤكدًا في رسالة عبر منصة “تروث سوشيال” أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في الأول من غشت ، مع التهديد بتصعيد إضافي إذا ما ردّت كندا بإجراءات مماثلة.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد أشار ترامب إلى أن خطابًا بشأن التعريفات قد يُرسل إليه خلال يوم الجمعة، ما أثار شكوكًا جديدة حول مستقبل المفاوضات التجارية بين واشنطن وبروكسل.

من جانبه، علّق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بأنه يفضّل إيجاد مخرج دبلوماسي لأزمة الرسوم الأمريكية، لكنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات انتقامية إذا ما نفذ ترامب تهديده بفرض رسوم بنسبة 50% على الصادرات البرازيلية، ابتداءً من أغسطس.

يبقى الين الياباني رهينة التطورات السياسية والتجارية المتسارعة عالميًا، بالإضافة إلى المؤشرات الاقتصادية المحلية المنتظرة. وفي ظل تشديد نبرة السياسات التجارية الأمريكية، قد تشهد الأسواق مزيدًا من التقلبات، ما يزيد من الضغوط على العملة اليابانية في الأسابيع المقبلة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى