الين الياباني يتراجع وسط ترقّب لمحادثات تجارية أمريكية ومخاوف التضخم المحلي

واصل الين الياباني تراجعه في تداولات الأربعاء بالأسواق الآسيوية، مسجلًا ثاني يوم على التوالي من الخسائر أمام الدولار الأمريكي، وسط أجواء من الحذر والترقّب تسود الأسواق العالمية.
ويأتي هذا التراجع في ظل انتظار المستثمرين لمآلات المفاوضات التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع الصين وعدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، والتي ما زالت تثير الكثير من الغموض وعدم اليقين.
في الداخل الياباني، كشفت البيانات الاقتصادية الأخيرة عن تصاعد الضغوط التضخمية، ما يضع صانعي السياسات في بنك اليابان تحت ضغط متزايد لبحث إمكانية رفع أسعار الفائدة خلال شهر يونيو الجاري، وهو ما قد يشكل تحوّلًا في السياسة النقدية المعتمدة على التيسير لفترة طويلة.
سجل الدولار ارتفاعًا أمام الين بنسبة 0.2%، ليصل إلى 144.29 ين، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 143.97 ين، فيما سجل الزوج أدنى مستوياته عند 143.67 ين.
يوم الثلاثاء، فقد الين نحو 0.95% من قيمته أمام الدولار، في أول خسارة يومية خلال أربعة أيام، مدفوعًا بتطورات إيجابية في بيانات سوق العمل الأمريكية، ومساعٍ أمريكية لتخفيف حدّة التوتر مع الصين.
صعّدت إدارة ترامب من وتيرة الضغوط التجارية، حيث منحت الدول موعدًا نهائيًا لتقديم عروض محسّنة بشأن الاتفاقات التجارية، وهو التاريخ نفسه الذي بدأت فيه مضاعفة الرسوم الجمركية لتصل إلى 50% على واردات الصلب والألومنيوم.
وفي تطور مرتقب، يُتوقع أن يجري ترامب اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوع الجاري، خاصة بعد تبادل الجانبين الاتهامات بخرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بشأن تخفيف الرسوم.
يرى فرانشيسكو بيسولي، الاستراتيجي في بنك “آي إن جي”، أن الصراع التجاري ما يزال يشكّل عنصرًا محوريًا في تحركات الأسواق، مشيرًا إلى أن الصين تكتسب نفوذًا متزايدًا على واشنطن من خلال سيطرتها على سلاسل الإمداد العالمية للرقائق والمعادن النادرة.
وأضاف بيسولي: “إذا تمكّن ترامب وشي من إجراء محادثات مباشرة هذا الأسبوع، فقد يؤدي ذلك إلى خفض التوترات بشكل مفاجئ، الأمر الذي قد ينعكس إيجابًا على أداء الدولار.”
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% في تعاملات الأربعاء، مواصلًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي، في ظل تحسّن البيانات الاقتصادية الأمريكية. فقد أظهرت بيانات الثلاثاء ارتفاعًا غير متوقع في عدد الوظائف المتاحة بنهاية أبريل، ما يزيد من ثقة السوق في قوة الاقتصاد الأمريكي.
وينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي لشهر مايو، تليها غدًا بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، في حين يُرتقب يوم الجمعة صدور تقرير الوظائف الأمريكي الرسمي، والذي يُعد عنصرًا حاسمًا في تحديد توجهات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.