الين الياباني يتراجع وسط استيعاب نتائج الانتخابات وتصاعد الضبابية السياسية

تراجع الين الياباني خلال تعاملات السوق الآسيوية صباح الثلاثاء مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليتخلى عن جزء من المكاسب القوية التي سجلها في الجلسة السابقة أمام الدولار الأمريكي.
ويأتي هذا التراجع مع بدء المستثمرين في استيعاب نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الياباني، في وقت عادت فيه الأسواق المحلية للعمل بعد عطلة يوم الاثنين، وسط استجابة محدودة من السوق اليابانية الأوسع.
البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخراً في طوكيو أظهرت تباطؤًا في وتيرة التضخم، مما يقلل الضغط على بنك اليابان لتعديل سياسته النقدية التيسيرية.
وبناءً عليه، تراجعت التوقعات بشأن احتمالية رفع أسعار الفائدة خلال شهر يوليو، وهو عامل ضغط إضافي على العملة اليابانية.
سجل الدولار ارتفاعًا أمام الين بنسبة 0.25% ليصل إلى 147.71 ين، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 147.37 ين، فيما بلغ أدنى مستوى خلال الجلسة 147.20 ين.
وكان الين قد حقق مكسبًا قويًا بنسبة تقترب من 1% أمام الدولار خلال جلسة الاثنين، في أول ارتفاع يومي خلال ثلاثة أيام، مدعومًا بنتائج الانتخابات التشريعية.
أسفرت انتخابات مجلس الشيوخ عن حصول الحزب الليبرالي الديمقراطي، بقيادة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، على 47 مقعدًا فقط، دون بلوغ عتبة الأغلبية المحددة بـ50 مقعدًا من أصل 124 مقعدًا كان التنافس عليها مفتوحًا.
ورغم هذه الخسارة، فإن النتائج جاءت ضمن التوقعات، ما دفع المستثمرين للتركيز على الملفات المقبلة، وعلى رأسها مدى قدرة الحكومة على تسريع التفاوض بشأن صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، إلى جانب التساؤلات بشأن استقرار موقع إيشيبا السياسي.
لم تُبدِ الأسواق اليابانية تفاعلًا قويًا مع هذه النتائج، حيث طغى الحذر على المتعاملين بانتظار تطورات أكثر وضوحًا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لا سيما أن الائتلاف الحاكم لا يزال محتفظًا بقدر من السيطرة داخل مجلس الشيوخ.
و صرّح “هاردمان”، كبير محللي العملات في بنك MUFG، بأن الارتياح الأولي في الأسواق قد لا يدوم طويلاً، خصوصًا أن الحكومة لم تخسر عددًا أكبر من المقاعد، وهو ما يُفسّر محدودية تأثير النتائج.
لكنه أضاف أن تزايد حالة عدم اليقين السياسي قد يُعيق جهود طوكيو في التوصل إلى اتفاق تجاري سريع مع واشنطن، وهو ما يُشكل خطرًا محتملاً على الأداء الاقتصادي العام وعلى الين الياباني تحديدًا.