اليابان تعيد تشغيل المفاعلات النووية وتخطط لتوسيع الطاقة النظيفة رغم المعارضة المحلية

شهدت اليابان تحوّلًا استراتيجيًا هامًا في سياستها الطاقية، حيث بدأت رسميًا إعادة تشغيل عدد من مفاعلاتها النووية التي توقفت منذ كارثة فوكوشيما عام 2011، بعد أكثر من عقد من الاعتماد شبه الكامل على مصادر الطاقة الأخرى.

حتى الآن، أعادت الحكومة تشغيل 14 مفاعلًا من أصل 54 مفاعلًا أُغلقت عقب الحادثة، مع هدف رفع نسبة مساهمة الطاقة النووية في مزيج الكهرباء الوطني إلى 20% بحلول عام 2040، مقارنة بحوالي 8.5% حاليًا.

كما أعلنت طوكيو عن خطط لبناء مفاعلات نووية متطورة تمتاز بمعايير أمان أعلى، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري الذي استحوذ على نحو 70% من مزيج الطاقة في 2023، وفق تقرير نشرته “فاينانشال تايمز”.

ومع ذلك، يواجه هذا التوسع في الطاقة النووية تحديات وعقبات، أبرزها مقاومة المجتمعات المحلية واحتجاجات من جهات حقوقية.

فعلى سبيل المثال، في منطقة “كاشيوازاكي-كاريو” التي تضم أكبر محطة نووية في العالم، يعرقل الحاكم المحلي جهود إعادة تشغيل المفاعلات، كما أعربت نقابة المحامين اليابانية عن انتقاداتها للسياسات الحكومية الجديدة المتعلقة بالنووي.

تستمر اليابان في موازنة طموحاتها الطاقية مع مخاوف السلامة والاحتجاجات المجتمعية، في ظل سعيها لتحقيق أهداف الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.