الولايات المتحدة على بعد خطوات من افتتاح قنصليتها في الداخلة

في تطور دبلوماسي لافت، حلّ وفد أمريكي رفيع المستوى بمدينة الداخلة في زيارة رسمية غير مسبوقة، تمهيدًا لافتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية في المدينة، في خطوة تؤكد مجددًا الدعم الأمريكي الثابت لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وتعزز موقعه كشريك استراتيجي لواشنطن في شمال إفريقيا.
الوفد الأمريكي، الذي ضم مسؤولين من السفارة الأمريكية بالرباط والقنصلية بالدار البيضاء، عقد سلسلة من الاجتماعات مع والي جهة الداخلة وادي الذهب، علي خليل، ورئيس المجلس الإقليمي، ينجي الخطاط، والمدير العام بالنيابة للمركز الجهوي للاستثمار، أحمد كثير.
وقد تناولت المحادثات الجوانب الفنية والإدارية المرتبطة بإحداث التمثيلية الدبلوماسية الأمريكية، إلى جانب دراسة متطلبات البنية التحتية والتجهيزات اللازمة لإطلاق القنصلية الجديدة.
ورغم استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية منذ مطلع أكتوبر، حصلت وزارة الخارجية على ترخيص استثنائي للقيام بهذه الزيارة، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمشروع في هذا التوقيت، خصوصًا مع اقتراب موعد التصويت الأممي حول قضية الصحراء في 30 أكتوبر.
ويأتي هذا التحرك في إطار تنفيذ الالتزامات المنبثقة عن “اتفاقيات أبراهام” الموقعة عام 2020، والتي كان جاريد كوشنر، المستشار السابق للرئيس الأمريكي، من أبرز مهندسيها، حيث يواصل الإشراف على جهود تثبيت حضور دبلوماسي دائم للولايات المتحدة في الداخلة، المدينة التي تكتسب موقعًا استراتيجيًا يربط إفريقيا بأوروبا والمحيط الأطلسي.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس الثقة الأمريكية في الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية، كما تمثل إشارة قوية للمستثمرين الدوليين الراغبين في دخول السوق المغربية من بوابة الداخلة، خاصة بعد موافقة وكالة الأمن القومي الأمريكية على الإطار الأمني الخاص بالمنطقة.




