الاقتصاديةالتكنولوجيا

الولايات المتحدة تطلق خطة شاملة لتعزيز التفوق في الذكاء الاصطناعي تحت إدارة ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق خطة تنفيذية جديدة تهدف إلى دفع عجلة تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وذلك من خلال إزالة العوائق التنظيمية، وتوسيع إمدادات الطاقة لمراكز البيانات الحيوية، إلى جانب تحفيز التصدير وتعزيز المنافسة العالمية.

في كلمة ألقاها الأربعاء خلال مؤتمر حضره قادة التكنولوجيا ومشرعون، أكد ترمب: “من الآن فصاعدًا، ستتبنى أمريكا سياسة حازمة تجعلها رائدة لا منازع لها في مجال الذكاء الاصطناعي.”

تضمنت الخطة الجديدة إلغاء القيود البيئية المعقدة التي تعرقل تطوير البنية التحتية، وتسريع إجراءات التراخيص، فضلاً عن فرض معايير موحدة على مستوى البلاد لمنع تعدد الأنظمة في الولايات المختلفة، وهو ما وصفه ترمب بأنه ضرورة لإرساء “معيار فيدرالي متماسك وفعال.”

كما تضمنت الأوامر التنفيذية تشديد رقابة تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا تجاه منافسين رئيسيين مثل الصين، مع إنشاء وحدة خاصة داخل وزارة التجارة لمتابعة تطبيق ضوابط التصدير وحماية الابتكارات الوطنية.

وفي إطار الحرص على حيادية ونزاهة النماذج التي تشتريها الحكومة، شددت الخطة على وجوب خلو هذه النماذج من أي تحيزات أيديولوجية، مع إلغاء الإشارات إلى بعض المواضيع مثل التغير المناخي والتنوع ضمن معايير إدارة المخاطر التي كانت مطبقة سابقًا.

وأشار ترمب إلى أن تطوير الذكاء الاصطناعي يمثل “تحديًا أكبر من سباق الفضاء”، وأن هذا يتطلب تعبئة كافة القدرات العلمية والتكنولوجية للأمة.

كما ألغى ترمب توجيهات سابقة صدرت عن إدارة بايدن عام 2023 تتعلق بإجراءات صارمة للاختبارات الأمنية والشفافية، وعيّن مستشارًا للذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض ليقود وضع السياسة الوطنية الجديدة خلال ستة أشهر.

تتضمن الخطة أيضًا دعم تطوير مهارات القوى العاملة وتأهيلها لمواكبة التغيرات التي قد تطرأ على سوق العمل بسبب الذكاء الاصطناعي، مع توجيه استثمارات نحو البحث العلمي في هذا المجال.

في جانب الطاقة، شددت الخطة على ضرورة تأمين إمدادات كهربائية مستدامة وموثوقة لتشغيل مراكز البيانات التي تتطلب كميات هائلة من الطاقة، معتبرة أن ذلك مرتبط مباشرة بالأمن القومي. وتشمل التوصيات الاعتماد على مصادر طاقة متنوعة مثل النووية والحرارية الجوفية، إلى جانب الغاز الطبيعي والفحم “النظيف”.

وأكد ترمب: “سنعمل على إطلاق كل أشكال الطاقة لتوفير الدعم اللازم لتكنولوجيا المستقبل”، مختتماً بتأكيد شعاره الشهير: “احفر يا بطل، ابنِ يا بطل”.

تأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز مكانة الولايات المتحدة في مواجهة التحديات العالمية، خصوصًا المنافسة الحادة مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز العلاقات التجارية مع حلفاء الولايات المتحدة عبر تسهيل تصدير التكنولوجيا المتقدمة.

باختصار، تهدف خطة ترمب إلى خلق بيئة تنظيمية مرنة، طاقة قوية، وأساس علمي متين يضع أمريكا في موقع الصدارة في السباق التكنولوجي الجديد الذي سيعيد تشكيل الاقتصاد العالمي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى