الولايات المتحدة تصرف تريليون دولار على التعافي المناخي والتكيف مع الكوارث في عام واحد

كشف تقرير صادر عن وحدة “بلومبرج إنتليجنس” أن الولايات المتحدة أنفقت نحو تريليون دولار خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، في إطار جهودها لمواجهة آثار الكوارث الطبيعية والتكيف مع تغير المناخ، وهو ما يعادل تقريبًا 3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وأشار التقرير إلى أن هذا الإنفاق الضخم يعكس الأعباء المتزايدة للكوارث المناخية، التي اشتدت حدتها خلال العام الماضي، لا سيما مع إعصاري “هيلين” و”ميلتون”، اللذين ضربا ولاية فلوريدا في سبتمبر 2024، متسببين في خسائر مجمعة وصلت إلى 113 مليار دولار.
كما ألحقت حرائق الغابات في لوس أنجلوس، خلال يناير، أضرارًا إضافية قدرت بـ65 مليار دولار، ما عمّق من التكاليف الإجمالية المرتبطة بالمناخ.
وعلى الصعيد العالمي، أوضح التقرير أن حجم الإنفاق المرتبط بالكوارث المناخية منذ عام 2000 بلغ 18.5 تريليون دولار، ويشمل ذلك التكاليف المباشرة مثل إصلاح الأضرار، وارتفاع أقساط التأمين، بالإضافة إلى برامج المساعدات الحكومية.
ولفت التقرير إلى أن الضغوط المناخية أسهمت بشكل مباشر في دعم نحو 36% من النمو الاقتصادي الأمريكي خلال هذه الفترة، بما يعادل 7.7 تريليون دولار، لكن عبر آليات مكلفة مثل إعادة الإعمار والتعويض عن الخسائر، وليس من خلال توسع اقتصادي حقيقي.
ويعكس هذا الإنفاق المتصاعد تحديًا متزايدًا أمام صناع القرار، حيث باتت التغيرات المناخية تمثل عبئًا ماليًا واقتصاديًا متناميًا، يُحتّم على الولايات المتحدة والعالم اعتماد استراتيجيات أكثر فاعلية للوقاية والتأقلم قبل فوات الأوان.