في خطوة وُصفت بأنها تحول تاريخي في السياسات الغذائية الأميركية، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، بقيادة رئيسها الجديد مارتي مكاري، عن قرار يقضي بحظر شامل وتدريجي لجميع الملونات الغذائية الاصطناعية المصرح بها حالياً في الأسواق الأميركية، وذلك بحلول نهاية عام 2026.
القرار، الذي يُعد سابقة في تاريخ الرقابة الغذائية في الولايات المتحدة، يهدف إلى التخلص من الملونات المشتقة من البترول، وهي مكونات صناعية طالما ارتبطت بمخاطر صحية جسيمة، لا سيما لدى الأطفال.
مكاري، خلال مؤتمر صحافي، وصف البيئة الغذائية الأميركية بأنها “مشبعة بمواد سامة”، مشيراً إلى أن الملونات الاصطناعية تساهم في تفاقم مشاكل صحية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، والسكري، وبعض أنواع السرطان.
وأضاف أن القرار يستند إلى أدلة علمية تراكمت خلال العقود الماضية، داعياً إلى “تحرير غذاء الأميركيين من السموم الصامتة”.
وتأتي هذه الخطوة الجذرية بعد حظر مادة “ريد 3” (E127) في وقت سابق، وهي مادة صنفت كمسرطنة منذ الثمانينات لكنها ظلت تُستخدم في منتجات غذائية واسعة الانتشار.
من بين أبرز المواد التي سيشملها الحظر: “ريد 40” (E129)، “ييلو 5″ (E102)، و”ييلو 6” (E110)، وهي ملونات تدخل في تصنيع آلاف المنتجات من الحلويات إلى حبوب الإفطار والمشروبات الغازية.
ويرى بيتر لوري، رئيس مركز العلوم في المصلحة العامة (CSPI)، أن هذه الإضافات “لا تقدم أي فائدة غذائية”، بل تُستخدم فقط لتحسين مظهر ونكهة المنتجات، معتبراً أنها “تُضلل المستهلكين وتمنح جاذبية زائفة للغذاء”.
و يُنتظر أن تدفع هذه المبادرة الأميركية الشركات الغذائية إلى إعادة تصميم منتجاتها اعتماداً على بدائل طبيعية، في ظل تنامي الوعي الصحي لدى المستهلكين وارتفاع المطالب بالشفافية في مكونات الأغذية.
ويأتي هذا التوجه في سياق عالمي متصاعد نحو تقليص الاعتماد على المواد المضافة الاصطناعية، وتفضيل الأغذية النظيفة والطبيعية، وهو ما يفتح الباب أمام موجة من الابتكارات الغذائية المرتكزة على السلامة والوقاية الصحية.
