الوجبات السريعة تكشف الضغوط المالية على الأسر الأمريكية

في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وتعثر صدور البيانات الرسمية، يقدم قطاع مطاعم الوجبات السريعة صورة واضحة لضغوط المستهلكين الماليّة، لا سيما الأسر محدودة ومتوسطة الدخل، حيث يعد تقليل تناول الطعام خارج المنزل من أولى علامات الضغط الاقتصادي.
وكشفت بيانات شركة أبحاث السوق “سيركانا” Circana تراجع عدد الوجبات التي يتناولها الأمريكيون في المطاعم بمقدار مليار وجبة بين يناير ومارس 2025 مقارنة بالفترة نفسها من 2024، ما يشير إلى تقلص الإنفاق الاستهلاكي، الذي يشكّل نحو ثلثي الاقتصاد الأمريكي.
مع استمرار تأثير التضخم وبطء نمو التوظيف، أطلقت بعض سلاسل المطاعم الكبرى مثل “شيبوتلي” و”ماكدونالدز” و”وينديز” إنذارات حول تراجع مشتريات المستهلكين من ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى الشباب بين 25 و35 عامًا، الذين يعدون فئة مستهلكة رئيسية للوجبات السريعة.

ووفقًا لمدير “وينديز” كينيث كوك، فإن عدم اليقين المالي يدفع المستهلكين إلى تناول وجبة الإفطار في المنزل، حيث تعتبر هذه الفترة الأكثر حساسية اقتصاديًا خلال اليوم.
أفاد ميك بيكهوزن، المدير التنفيذي لشركة “كامبل”، بأن المستهلكين يحضرون الطعام في المنزل بوتيرة غير مسبوقة منذ 2020، مدفوعين بارتفاع أسعار المطاعم نتيجة التضخم والتعريفات الجمركية.
هذه الظاهرة انعكست إيجابيًا على مبيعات محلات البقالة، حيث شهدت شركات مثل “جنرال ميلز” ارتفاعًا في مبيعات الأرز والسلع الأساسية، مع بحث المستهلكين عن خيارات منزلية اقتصادية لتخفيف ضغوط الميزانية.
في المقابل، واجهت المطاعم العصرية أو الراقية مثل “سويت جرين” و”كافا” صعوبات بسبب أسعارها المرتفعة، التي تجعلها غير منافسة مقارنة بعروض المطاعم الاقتصادية، مما أدى إلى تراجع قاعدة عملائها بين ذوي الدخل المتوسط والشباب، وفقًا لمحلل المطاعم بريان فاكارو.
استجابت بعض المطاعم لهذه الضغوط الاقتصادية من خلال عروض ترويجية، مثل “آبل بيز” التي أعادت إطلاق عرض وجبتين رئيسيتين وطبق مقبلات مقابل 25 دولارًا، مما ساعد على زيادة المبيعات لأول مرة منذ 2023. كما أضافت “تشيليز” في أبريل عرضًا بقيمة 10.99 دولار لتخفيف الضغوط على المستهلكين.
يعكس قطاع الوجبات السريعة أثر الضغوط المالية على الأسر الأمريكية، حيث أدت حالة عدم اليقين والتضخم المستمر إلى تقليل إنفاق المستهلكين على تناول الطعام خارج المنزل، مع تأثير واضح على الفئات الأكثر هشاشة، خصوصًا الشباب والأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط.




