الهند تسعى لإنهاء اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة وسط تهديدات بفرض رسوم انتقامية

أعلنت الهند أنها تأمل في إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، في ظل تهديدات نيودلهي بفرض رسوم جمركية انتقامية رداً على التعريفات الأمريكية المرتفعة المفروضة على السيارات ومكوناتها.
وقال وزير التجارة الهندي، بيوش غويال، في تصريحات للصحفيين من نيودلهي يوم الجمعة، إن اتفاقيات التجارة الحرة يجب أن تكون مفيدة للطرفين، مشدداً على أن الهند تجري مفاوضاتها وفق “شروطها الخاصة” دون التقيد بمواعيد نهائية محددة.
وتأتي هذه التحركات الهندية رداً على الرسوم الحمائية التي فرضتها واشنطن على واردات السيارات من الهند، والتي تبلغ قيمتها السنوية حوالي 2.9 مليار دولار، ما يُكبد المصدرين الهنود رسوماً تصل إلى 723.75 مليون دولار، حسب إخطار رسمي أرسلته الهند إلى منظمة التجارة العالمية.
وتحذر نيودلهي من أن تعليقها التنازلات التجارية في مواجهة الإجراءات الأميركية قد يؤدي إلى فرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية، في خطوة اعتبرها مراقبون تكتيكاً تفاوضياً في ظل المساعي المكثفة لإتمام اتفاق تجاري مؤقت بين البلدين قبل 9 يوليو، وهو الموعد المحدد لبدء تنفيذ الرسوم الأمريكية الجديدة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد أن الولايات المتحدة ستبدأ في إخطار شركائها التجاريين بهذه الرسوم التي ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس.
هذا التشدد في الموقف الهندي يأتي بعد أسابيع من رفض نيودلهي التنازلات التي لا تشمل تعزيز وصول قطاعاتها إلى السوق الأمريكية أو معالجة الرسوم الانتقامية على صادراتها، إلى جانب رفضها الربط بين التجارة ووقف إطلاق النار الأخير مع باكستان، كما كشفت تقارير إعلامية سابقة.
في خطوة تصعيدية أخرى، طلبت الهند الشهر الماضي عقد مشاورات رسمية مع الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية بخصوص الرسوم الأميركية البالغة 25% على سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة وقطع غيار السيارات، مما يبرز تعقيد المشهد التفاوضي بين الطرفين.