الهند تزيد واردات النفط الخام الروسي إلى أعلى مستوى خلال 10 أشهر وسط طلب قوي
من المتوقع أن تصل واردات الهند من النفط الخام الروسي إلى حوالي 1.8 مليون برميل يوميًا خلال مايو الجاري، وهو أعلى مستوى تسجله خلال عشرة أشهر، وفقًا لبيانات تتبع الشحنات الصادرة عن شركة “كيبلر” (Kpler).
ويأتي ذلك بعد أن ضاعفت شركات التكرير الهندية مشترياتها من الخامات الخفيفة، لا سيما خام “إسبو” (ESPO Blend) الروسي.
ويتوقع أن يستمر هذا الطلب المتزايد على الخام الروسي الخفيف في الهند حتى يوليو المقبل، حيث أفاد عدد من التجار بأن شركات التكرير الهندية طلبت أكثر من عشر شحنات من خام “إسبو” لشحنات يونيو فقط خلال الأسبوع الماضي.
وتأتي هذه المشتريات قبيل تنفيذ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أحدث عقوباتهما على ما يعرف بـ”الأسطول الظلي” الروسي لناقلات النفط، وعلى بعض الشركات المالية المرتبطة بموسكو.
وشهدت أسعار خام “إسبو” الفورية انتعاشًا ملحوظًا، خاصة في السوق الصينية التي تُعد أكبر مستورد لهذا الخام من ميناء “كوزمينو” في أقصى الشرق الروسي، نتيجة للطلب القوي من الهند.
وفي هذا الصدد، قال “جاي شاه”، كبير محللي النفط في شركة “ريستاد إنرجي” (Rystad Energy)، إن عمليات إغلاق وحدات التقطير الأولى في مصافي كبرى بالهند مثل “ريلاينس إندستريز” و”إم آر بي إل” (MRPL) زادت من الحاجة إلى استيراد الخامات الروسية لتشغيل وحدات التكسير الحفزي ذات الأرباح المرتفعة.
وأشار شاه إلى أن جزءًا من هذه الشحنات يتم توريده بموجب اتفاق طويل الأمد بين شركة “ريلاينس إندستريز” و”روسنفت” الروسية، حيث ازدادت الشحنات الواصلة إلى ميناء “سيكا” غرب الهند منذ بداية العام.
وأكد مصدر من داخل شركات التكرير الهندية أن خام “إسبو” متوفر بكميات جيدة في السوق، ويُفرض عليه علاوة سعرية تتراوح حول 50 سنتًا للبرميل فوق أسعار خام دبي.
وأضاف مصدر آخر أن خام “إسبو” الموجه للهند يتداول حاليًا بعلاوة تتراوح بين 50 سنتًا إلى دولار واحد للبرميل مقارنة بأسعار خام دبي، في ظل عرض كميات إضافية من هذا الخام بسبب تراجع الطلب الصيني من المصافي المستقلة التي تلتزم بتجنب الخامات الخاضعة للعقوبات.
ويقول المحللون إن الطلب الهندي المتزايد أدى إلى رفع أسعار خام “إسبو” في السوق الصينية، حيث تلجأ المصافي الصينية المملوكة للدولة إلى تقليل استيراد الخام الخاضع للعقوبات، ما فتح المجال أمام الهند لتعزيز وارداتها من الخام الروسي.
