النحاس يقفز وسط تراجع الدولار وتصعيد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

سجلت أسعار النحاس ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، مستفيدة من تراجع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية، إلى جانب عودة شهية المستثمرين للمخاطرة، رغم استمرار التصعيد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم.
يأتي هذا التحسن في أسعار النحاس في وقت حساس للأسواق العالمية، حيث أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن رفع إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية إلى 145%، مقارنة بنسبة 125% سابقًا، كرد على ما وصفه ترامب بعدم احترام الصين لقواعد التجارة العالمية.
وفي المقابل، سارعت بكين بالرد بإجراءات انتقامية، إذ رفعت الرسوم الجمركية على جميع الواردات الأمريكية إلى 125% اعتبارًا من 12 أبريل، وفق ما أعلنته لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصيني.
وأضافت اللجنة أن استمرار واشنطن في رفع الرسوم سيكون “عبثًا اقتصاديًا” و”وصمة في تاريخ التجارة العالمية”، مؤكدة أن مثل هذه المنتجات الأمريكية ستفقد جاذبيتها للمستوردين الصينيين.
كما أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن الصين عمدت إلى تقليص صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، حتى كادت أن تتوقف كليًا، في خطوة تعتبرها الأسواق سلاحًا استراتيجيًا في المواجهة التجارية.
من جهته، صرّح الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده “لا تخشى” خوض هذه الحرب التجارية، مؤكدًا أن الصين بنت تنميتها بالاعتماد على الذات لا على الدعم الخارجي، وأن التصعيد لا يخدم أحدًا وسيؤدي إلى عزلة الطرف المصرّ على المواجهة.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% بحلول الساعة 14:28 بتوقيت غرينتش، ليسجل 99.7 نقطة، بعدما لامس مستوى 100.1 نقطة في وقت سابق، بينما هبط إلى أدنى مستوى خلال اليوم عند 99.2 نقطة، ما عزز من أداء السلع المقومة بالدولار.
وفي المقابل، قفزت العقود الآجلة للنحاس تسليم مايو بنسبة 1.5% لتصل إلى 4.58 دولار للرطل، بحلول الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش، معززة بمزيج من ضعف الدولار والتوقعات المتوترة بشأن الإمدادات من الصين.