النحاس يحافظ على مكاسبه قرب قمم تاريخية وسط شح الإمدادات وطلب صناعي قوي

واصلت أسعار النحاس العالمية تداولها قرب مستويات مرتفعة، مدعومة بمزيج من المخاوف المتزايدة بشأن قيود الإمدادات وتنامي الطلب من قطاعات الصناعة والطاقة، في مشهد يعكس حساسية الأسواق لأي تطورات تمس أحد أهم المعادن الأساسية في الاقتصاد العالمي.
وخلال التعاملات الصباحية، استقر سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن عند حدود 11,727 دولارًا للطن، دون تغيرات كبيرة مقارنة بالجلسات السابقة، في وقت بدت فيه السوق أكثر ميلاً إلى الترقب بعد موجة من الارتفاعات المتتالية.
وعلى صعيد الأسواق الأميركية، أظهرت بيانات عقود النحاس الآجلة في بورصة كومكس تراجعًا في أحجام التداول، إلى جانب انخفاض طفيف في عدد العقود المفتوحة، ما يشير إلى فتور نسبي في نشاط المتعاملين، رغم بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة تاريخيًا.
ويأتي هذا الاستقرار بعد اقتراب الأسعار مؤخرًا من مستوى 12 ألف دولار للطن، مدفوعة بتوسع الطلب العالمي، خصوصًا من القطاعات المرتبطة بالتحول الرقمي والطاقة النظيفة، مثل شبكات الكهرباء، والسيارات الكهربائية، ومراكز البيانات، وهي مجالات تعتمد بشكل أساسي على النحاس كمكون رئيسي.
في المقابل، لا تزال الأسواق تراقب عن كثب أوضاع المخزونات العالمية، وسط مخاوف من تراجع المعروض نتيجة اضطرابات الإنتاج وضعف الاستثمارات الجديدة في المناجم، ما يعزز النظرة الإيجابية للأسعار على المدى المتوسط.
وبحسب معطيات نقلتها بلومبرغ، انعكس هذا الأداء القوي للنحاس بشكل مباشر على أسهم شركات التعدين الأوروبية، التي تسجل واحدًا من أفضل أعوامها منذ 2016، مستفيدة من الارتفاع المستمر في أسعار المعدن الأحمر.
ويؤكد مراقبون أن النحاس يواصل ترسيخ موقعه كمؤشر رئيسي على صحة الاقتصاد العالمي والطلب الصناعي، نظرًا لاستخداماته الواسعة في البنية التحتية والطاقة والكهرباء، ما يجعل تحركاته محل متابعة دقيقة من قبل المستثمرين وصناع القرار في أسواق السلع والمعادن.




