المملكة المتحدة تتصدر مشتريات سندات الخزانة الأمريكية في مارس بدلاً من الصين

شهدت حيازات سندات الخزانة الأمريكية تغيرات بارزة خلال شهر مارس الماضي، حيث قلصت الصين من حجم ممتلكاتها، ما مكن المملكة المتحدة من الاستحواذ على المرتبة الثانية كأكبر حائز أجنبي لهذه السندات، في تحول لم يحدث منذ أكثر من عقدين.
وفق بيانات وزارة الخزانة الأمريكية الصادرة حديثًا، ارتفعت المشتريات الأجنبية لسندات الخزانة الأمريكية للشهر الثاني على التوالي، مسجلة رقماً قياسياً جديداً بزيادة إجمالية بلغت 233.1 مليار دولار، لتصل الحيازات الخارجية إلى 9.05 تريليون دولار.
المملكة المتحدة تجاوزت الصين، حيث ارتفعت حيازتها إلى 779.3 مليار دولار، متجاوزة حيازة الصين التي انخفضت إلى 765.4 مليار دولار، نتيجة مبيعات صافية للصين بقيمة 27.6 مليار دولار من السندات طويلة الأجل خلال الشهر.
وفي الوقت ذاته، واصلت اليابان زيادة استثماراتها في السندات الأمريكية للشهر الثالث على التوالي، لتبلغ 1.13 تريليون دولار، كما ارتفعت حيازات كندا إلى 426.2 مليار دولار بزيادة قدرها 20.1 مليار دولار. من جانبها، رفعت بلجيكا ممتلكاتها بمقدار 7.4 مليار دولار لتصل إلى 402.1 مليار دولار، وتشير التقديرات إلى أن جزءًا من هذه الحيازات يعود لحسابات مرتبطة بالصين.
كما شهدت جزر الكايمان، المعروفة كمركز استثماري لصناديق التحوط والمستثمرين ذوي الرافعة المالية، زيادة كبيرة في مشترياتها، حيث صعدت بمقدار 37.5 مليار دولار إلى 455.3 مليار دولار.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري سجل تراجعاً بنسبة 1.8% في مارس، ثم استمر في الهبوط بحوالي 4% إضافية خلال أبريل، في ظل تقلبات ناتجة عن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة.
بينما حافظت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات على استقرار نسبي في مارس، قبل أن تتقلب بين 3.86% و4.59% خلال الاضطرابات التي شهدها أبريل.
بعد تراجع مخاوف الحرب التجارية مؤخراً، عزز اجتماع مسؤولين أمريكيين وصينيين نهاية الأسبوع قبل الماضي التوقعات بتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة، فيما أعلنت إدارة ترمب عن اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة، مما ساهم في استقرار الأسواق وتفاؤل المستثمرين حيال سندات الخزانة الأمريكية.