المغرب ينتزع صدارة توريد الباذنجان لإسبانيا من فرنسا ويعزز موقعه في السوق الأوروبية

في تحول لافت يعكس التغيرات العميقة في موازين القوى الزراعية على ضفتي المتوسط، تمكن المغرب من إزاحة فرنسا من موقعها التاريخي كمصدر أول للباذنجان إلى السوق الإسبانية، مسجلاً بذلك اختراقاً استراتيجياً في واحدة من أكثر السلاسل التجارية الزراعية تنافسية داخل الاتحاد الأوروبي.

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن الموقع الإسباني المتخصص “هورتو إنفو”، فقد تجاوز المغرب فرنسا في تصدير الباذنجان إلى إسبانيا خلال عام 2024، وهو ما يمثل تطوراً بارزاً في دينامية المبادلات الزراعية بين البلدين وشركائهما الأوروبيين.

وسجلت صادرات إسبانيا من هذا المنتوج الزراعي ما مجموعه 189.83 مليون كيلوغرام خلال سنة 2024، بارتفاع بلغت نسبته 7.29% مقارنة مع سنة 2023، التي سجلت فيها الصادرات 176.93 مليون كيلوغرام.

وقدرت مداخيل هذه الصادرات بنحو 3.07 مليار درهم، مقابل 2.41 مليار درهم في السنة السابقة، بناءً على سعر صرف يناهز 10.85 درهماً لليورو. وبقي متوسط سعر الكيلوغرام مستقراً عند 13.67 درهماً، كما هو الحال في العام السابق.

وعلى مستوى الأسواق المستوردة، احتفظت فرنسا بصدارة الدول المستوردة للكوسة الإسبانية (الكرعة)، بنسبة 28.08% من إجمالي الصادرات في هذا المجال، بينما جاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بالنسبة للباذنجان بشراء 47.09 مليون كيلوغرام، مسجلة زيادة بنسبة 11.57% عن عام 2023.

أما إيطاليا، فاحتلت المرتبة الثالثة مع تراجع طفيف بنسبة 3.5% في وارداتها.

التحول الأبرز تمثل في ارتفاع واردات إسبانيا من الباذنجان من دول أخرى بنسبة 8.1%، لتصل إلى 1.66 مليون كيلوغرام في عام 2024، مقارنة بـ1.53 مليون كيلوغرام سنة 2023، وهي زيادة يعزى جزء كبير منها إلى الصادرات المغربية، ما منح المغرب التفوق على فرنسا لأول مرة في هذا القطاع الحيوي.

ويؤكد التقرير أن هذا الإنجاز يعكس التطور السريع الذي يشهده القطاع الفلاحي المغربي، بفضل الاستثمارات المكثفة في سلاسل الإنتاج والتخزين والتبريد والنقل، بالإضافة إلى تحسين جودة المنتجات وتلبيتها للمعايير الأوروبية.

كما يشير إلى تصاعد الثقة الأوروبية في المنتجات المغربية، التي باتت تشكل خياراً مفضلاً لدى المستوردين في سياق تنافسي متزايد.

هذا التحول يعزز تموقع المغرب كلاعب زراعي إقليمي ودولي، ويؤكد قدرته على تنويع أسواقه وفرض حضوره في سلاسل الإمداد الغذائية لأوروبا، خاصة في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تعيد رسم خريطة الأمن الغذائي العالمي.