المغرب يعوّل على محطات الغاز العائمة لتعزيز أمنه الطاقي وسط غموض أنبوب نيجيريا

في ظل تزايد الضغوط على منظومة الكهرباء الوطنية وتنامي الحاجة إلى مصادر طاقة مرنة وسريعة، يتجه المغرب نحو اعتماد الغاز الطبيعي المسال كخيار انتقالي، عبر محطات عائمة لتوليد الكهرباء، وذلك في وقت يشهد فيه مشروع أنبوب الغاز الرابط مع نيجيريا تأخراً ملحوظاً في التنفيذ.
ومن بين العروض المقدمة، تقدمت شركة “كارباورشيب” التركية بمشروع لتزويد المغرب بمحطات كهرباء عائمة تعمل بالغاز المسال، مؤكدة قدرتها على تقديم حلول جاهزة وفعالة لدعم الشبكة الكهربائية، دون الحاجة إلى استثمارات ثقيلة في البنية التحتية الثابتة.
وأوضح علي حجيج، نائب رئيس المبيعات في إفريقيا لدى الشركة، أن هذه المحطات تستخدم محركات ترددية عالية الكفاءة، وتتميز بإمكانية تشغيلها بأنواع متعددة من الوقود، في مقدمتها الغاز المسال. وأضاف أن مرونة التشغيل وإمكانية تكييف الإنتاج مع الطلب، يجعلان من هذه التكنولوجيا خياراً مثالياً لمرحلة الانتقال الطاقي في المغرب.
كما أشار حجيج إلى أن تقنية التخزين وإعادة التغويز العائمة (FSRU) التي توفرها الشركة، تمنح المغرب فرصة تنويع موردي الغاز دون الارتهان بالبنى التحتية التقليدية للأنابيب، مما يفتح أمامه آفاقاً أوسع للحصول على الغاز من الأسواق الدولية بأسعار تنافسية.
ويأتي هذا العرض في سياق البرنامج الوطني المغربي للانتقال الطاقي، الذي يستهدف رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 52% من القدرة المركبة بحلول عام 2030. إلا أن “كارباورشيب” ترى أن الطاقات الحرارية ستظل ضرورية لضمان استقرار شبكة الكهرباء، خاصة في ظل تقلبات الإنتاج المرتبطة بالمصادر المتجددة والتحديات المناخية.
ولدى الشركة التركية تجربة واسعة في هذا المجال، حيث تدير محطات كهرباء عائمة في عشر دول إفريقية، بطاقة إجمالية تفوق 1700 ميغاواط، ما يعزز موقعها كشريك محتمل في دعم أمن الطاقة بالمغرب.
ويمثل هذا التوجه جزءاً من خطة المغرب لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمن الإمدادات، إلى جانب مشاريعه الكبرى في الطاقات النظيفة، وفي مقدمتها مركب “نور” الشمسي في ورزازات. وفي انتظار استكمال مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، تبرز المحطات العائمة كخيار مرحلي فعال ومرن لتلبية الحاجيات الطاقية الوطنية.