المغرب يعزز مكانته الصناعية..Gaches Chimie تطلق مشروعًا ضخمًا في بوسكورة

تستعد شركة Gaches Chimie الفرنسية، من خلال فرعها المغربي Gaches Chimie Spécialités، لإطلاق مشروع صناعي كبير في جماعة بوسكورة، الواقعة في إقليم النواصر بالضاحية الجنوبية للدار البيضاء.
و كشفت مصادر مطلعة لمجلة “Maghreb Intelligence” أن الشركة قدمت طلبًا رسميًا للسلطات المحلية للحصول على رخصة إجراء دراسة التأثير البيئي. هذه الدراسة من المقرر أن تبدأ في 24 يونيو الجاري وتستمر لمدة 20 يومًا، وهي خطوة أساسية نحو تحقيق هذا المشروع الطموح.
تأسست Gaches Chimie كشركة عائلية في فرنسا عام 1948، وتخصصت في الصناعات الكيميائية الدقيقة. على مر العقود، نجحت الشركة في بناء شبكة قوية ومؤثرة في أوروبا وشمال إفريقيا، ولها حاليًا فروع في المغرب وتونس.
في المغرب تحديدًا، تسعى الشركة لتعزيز قدراتها اللوجستية والصناعية، لتتماشى مع التحول الصناعي الكبير الذي تشهده المملكة. هذا التحول يظهر جليًا في قطاعي صناعة السيارات والطيران، اللذين يحققان نموًا متزايدًا ويُعدان من الركائز الأساسية لسياسة التصنيع الوطنية.
لم يكن اختيار بوسكورة موقعًا لهذا المشروع عشوائيًا. فوفقًا للمصادر ذاتها، تُعتبر هذه الجماعة من أبرز المناطق الصناعية الصاعدة في جهة الدار البيضاء-سطات.
يعود الفضل في ذلك إلى قربها من العاصمة الاقتصادية، ومجاورتها لمطار محمد الخامس الدولي، بالإضافة إلى احتضانها لعدد من المنصات الصناعية والتكنولوجية الحديثة.
و من المتوقع أن يُشكل المشروع الجديد لـ”Gaches Chimie” دفعة نوعية لديناميكية المنطقة، من خلال خلق فرص عمل جديدة، واستقطاب خبرات تقنية متخصصة.
سيتركز التوظيف بشكل خاص في مجالات تحليل المواد وتخزين المواد الكيميائية الحساسة، وهما مجالان يتمتع فيهما المصنع الفرنسي بخبرة دولية معترف بها.
تأتي هذه الخطوة في وقت يسعى فيه المغرب لتعزيز مكانته كوجهة مفضلة للاستثمار الصناعي في إفريقيا. وتتكامل في ذلك بنيته التحتية المتطورة، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، مع مناخ أعمال مشجع، وشبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية التي تربطه بأوروبا، أمريكا، وإفريقيا.
لا تُخفي الشركة الفرنسية طموحاتها في أن تكون الوحدة المزمع إنشاؤها نقطة انطلاق نحو التوسع الإقليمي في أسواق إفريقيا جنوب الصحراء. وهذا ما يعكسه تركيزها على تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة البيئية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية للسوق.
بإعلانها عن هذا المشروع، تنضم “Gaches Chimie” إلى قائمة متزايدة من المؤسسات الصناعية الأوروبية الكبرى التي تجد في المغرب بيئة خصبة لتطوير مشاريع استراتيجية طويلة الأمد. هذه الثقة تُعزى إلى مكانة المغرب كمركز صناعي مستقر ومتطور.
يبقى الرهان الآن على استمرار هذا الزخم الاستثماري من خلال توفير بيئة إدارية وتشريعية محفزة، وتشجيع الشراكات مع النسيج الصناعي المحلي، بما يعزز نقل التكنولوجيا، ويدفع بعجلة التنمية المستدامة في البلاد.