المغرب يسرّع التحول الطاقي للمساجد ضمن خطة وطنية للاستدامة

في إطار جهوده المستمرة لتعزيز الاستدامة البيئية داخل الفضاءات الدينية، كشف أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن تقدم ملموس في برنامج التأهيل الطاقي للمساجد بالمملكة.
حيث تم تجهيز 6255 مسجداً بمعدات تكنولوجية تهدف إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، بالاعتماد على مصادر طاقة متجددة تقلص من استهلاك الكهرباء التقليدية.
وفي ردّه على سؤال فريق حزب الأصالة والمعاصرة حول “تعزيز النجاعة الطاقية بالمساجد”، أوضح الوزير أن الدراسات جارية لإدماج 1704 مساجد إضافية ضمن هذا المشروع بحلول نهاية عام 2025. وتأتي هذه المبادرة ضمن الخطة الوطنية التي تستهدف تقليص استهلاك الطاقة في المرافق العمومية بنسبة 20% بحلول 2030.
يشتمل التأهيل الطاقي على تركيب مصابيح منخفضة الاستهلاك، وسخانات مياه شمسية، إضافة إلى أنظمة كهروضوئية لتوليد الكهرباء، ما يساهم بشكل مباشر في تقليل الفواتير الكهربائية ويمنح المساجد قدراً من الاستقلالية في التزوّد بالطاقة.
وعلى صعيد التكوين والتوعية، نظمت الوزارة خلال العام الحالي دورات تدريبية لفائدة 264 إطاراً وفاعلاً في القطاع، بالإضافة إلى ورشات تحسيسية استهدفت أكثر من ألف مشارك، مع توقع ارتفاع هذه الأعداد خلال الفترة المقبلة.
كما أطلقت الوزارة نظام تصنيف بيئي للمساجد، منح بموجبه حتى الآن علامة “مسجد أخضر” لـ1900 مسجد، مع استمرار توسيع هذه المبادرة. وترافق ذلك مع تطوير برنامج معلوماتي خاص لرصد استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى نظام رقمي للمراقبة والمتابعة.
وأكد الوزير أن هذه الخطوات أدت إلى تقليص استهلاك الكهرباء بنسبة 43% في المساجد المستهدفة، مما يعكس جدوى الاستثمار في الطاقات النظيفة داخل الفضاءات الدينية، ويعزز ثقافة الاستدامة البيئية في المجتمع المغربي.