اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يستقطب 360 شركة إسبانية للاستثمار خلال 10 سنوات

كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن توجه نحو نقل جزء من الإنتاج أو توسيع العمليات الصناعية لمجموعة من الشركات الإسبانية إلى المغرب خلال العقد الأخير، حيث قررت حوالي 360 شركة من مختلف المجالات توجيه استثماراتها إلى المملكة، بما في ذلك حوالي 10% منها من شركات تعمل في قطاع الأغذية الزراعية.

وأوضحت البيانات الرسمية أن من العوامل الرئيسية التي دفعت لهذه التحركات الاقتصادية هي انخفاض تكاليف العمالة بالمقارنة مع إسبانيا، إضافة إلى الحوافز الضريبية التي يقدمها المغرب.

كما أن العديد من الشركات استفادت من إمكانية التهرب من القيود الأوروبية الصارمة في إطار الاتفاق الأخضر، الذي تفرضه دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها إسبانيا.

وتعكس هذه التحركات الاتجاه المتزايد نحو الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها السوق المغربي، حيث يعتبر القطاع الزراعي والصناعي الزراعي من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل.

كما أظهرت الصحيفة الإسبانية “LibreMercado” أن حوالي 33% من القوى العاملة في المغرب تعمل في القطاع الزراعي، وهو ما يمثل نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي.

من الشركات الإسبانية التي اختارت المغرب كموقع استثماري، تبرز شركة “إيبرو فودز” الشهيرة بعلامات تجارية مثل “بريلانتي”، “إس أو إس” و”نومين”.

هذه الشركة التي تعمل في أكثر من 63 دولة، بما في ذلك 16 دولة صناعية، اختارت مدينة العرائش في المغرب كموقع لإقامة أكبر مصنع لإنتاج الأرز في البلاد، حيث تم استثمار أكثر من 15 مليون يورو في بناء المصنع الذي تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 50 ألف طن.

أيضًا، لا تقتصر الاستثمارات الإسبانية في المغرب على شركات الأغذية فقط، فقد أعلنت مجموعة “بورخيس” التي تعمل في مجال الزيوت والمكسرات عن خطط لتوسيع خدماتها اللوجستية والإنتاجية في المملكة، إذ تسعى لتعزيز وجودها في السوق المغربي بالتعاون مع شركات أخرى مثل “Chocolates Valor” و”Cidacos”.

أما عن العوامل التي تشجع الشركات الإسبانية على الاستقرار في المغرب، فتكمن في تكاليف العمالة المنخفضة التي تزيد من ربحية الشركات.

إضافة إلى ذلك، القرب الجغرافي بين البلدين يسهل عمليات النقل ويخفض التكاليف. إلا أن العامل الأهم يبقى هو أن المزارع المغربية لا تخضع لنفس القوانين البيئية التي تفرضها الهيئات الأوروبية على المنتجين الإسبان، ما يسمح باستخدام بعض المواد التي قد تكون محظورة في أوروبا، مما يسهم في تحسين القدرة التنافسية للمنتجات المغربية في الأسواق الدولية.

ومع تزايد أهمية القطاع الزراعي في المغرب، بدأت الشركات الإسبانية المتخصصة في الزراعة، مثل شركة “Semillas Fitó SA”، توسيع نشاطاتها في المملكة، مستفيدة من الظروف المناخية المثالية التي يتيحها المغرب، والتي تدعم زراعة أصناف متكيفة مع المناخ المحلي والآفات المحتملة.

وفي إطار الدعم المستمر لهذا القطاع، تشهد الشركات الأندلسية التي تعمل في مجال الزراعة نموًا متسارعًا، خاصة في مجال تصدير النسيج الزراعي ومواد البلاستيك اللازمة لإنشاء البيوت البلاستيكية. شركة “كريادو ولوبيز” الإسبانية على سبيل المثال، افتتحت فرعًا لها في المغرب، وبدأت بتصدير منتجاتها الزراعية لتلبية احتياجات السوق المحلي.

بذلك، يبدو أن المغرب يواصل استقطاب الشركات الإسبانية في مختلف القطاعات، خاصة في مجال الزراعة والصناعة الغذائية، مما يعكس الدور المتزايد للمملكة كمحور استثماري واستراتيجي في منطقة شمال أفريقيا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى