في إطار استراتيجيته الطموحة لتحقيق 52% من الطاقة المتجددة بحلول 2030 وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 42%، يواجه المغرب تحديات كبيرة، خاصة في القطاعات الصناعية مثل الصلب والإسمنت والألمنيوم، التي تسعى للتكيف مع هذه المتطلبات البيئية الصارمة.
هذا الموضوع كان محور النقاش خلال الورشة الجهوية التي نظمت في جهة سوس ماسة بمقر الولاية، تحت عنوان “إزالة الكربون من القطاع الصناعي وتعزيز النجاعة الطاقية”.
خلال الورشة، قدمت شركة الاستثمارات الطاقية (SIE) حلولًا مبتكرة لدعم الشركات في تحسين كفاءتها الطاقية وتقليص بصمتها الكربونية، مثل عقود الأداء الطاقي وآليات التمويل المبتكرة، إضافة إلى دعم شركات خدمات الطاقة (ESCOS) لتسهيل الاستثمار في التقنيات النظيفة.
كما ركزت العروض المقدمة على الابتكارات التكنولوجية في مجالات كفاءة الطاقة، وإدارة الحرارة في المباني والصناعة، مع تشجيع استخدام الطاقة الخضراء، لا سيما الطاقة الشمسية.
وفي سياق متصل، تم التأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات استباقية لإزالة الكربون، بهدف تجنب فرض ضرائب إضافية والحفاظ على تنافسية الشركات.
كما تم طرح فكرة شهادة الائتمان الكربوني كأداة لتعزيز تنافسية الشركات الملتزمة بهذا التحول البيئي، حيث تمثل هذه الشهادة إثباتًا موثقًا على خفض أو احتجاز طن من ثاني أكسيد الكربون، مما يتيح تداولها واستثمارها.
كما تناول المشاركون في الورشة فكرة إنشاء سوق وطني للكربون، لتسهيل تداول هذه الائتمانات وتعزيز التعاون الإقليمي مع الأسواق الإفريقية، مما يساهم في ترسيخ مكانة المغرب كمركز إقليمي لتجارة الائتمانات الكربونية.
وترأس سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، فعاليات الورشة بحضور كريم أشنكلي، رئيس مجلس الجهة، وعدد من مديري المصالح الخارجية والفاعلين الاقتصاديين المحليين، بهدف تمكين الشركات من استكشاف الحلول المبتكرة لدعم مشاريع إزالة الكربون وتعزيز تدابير النجاعة الطاقية من خلال آليات تمويل متقدمة.
تعتبر هذه المبادرات خطوة أساسية نحو تعزيز تنافسية الصناعات المغربية التصديرية، عبر تقليص بصمتها الكربونية والاستفادة من آليات تعويض الكربون، مما يعزز التزام المغرب بأهدافه البيئية ويسهم في استدامة اقتصاده.
