Bitget Banner
اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يحتل المرتبة 88 عالميًا في مؤشر الابتكار للشركات الناشئة

شهدت منظومة الابتكار في المغرب قفزة نوعية، حيث تقدمت المملكة أربع مراتب في التصنيف العالمي لمنظومات الابتكار الناشئة لعام 2025، لتصل إلى المرتبة 88 من بين 118 دولة شملها تقرير “مؤشر المنظومة العالمية للشركات الناشئة 2025” الصادر عن منصة “ستارت أب بلينك”.

هذا الإنجاز يعكس النمو الملحوظ الذي حققه المغرب بمعدل سنوي بلغ 23.1%، وهو المعدل الأعلى في منطقة شمال إفريقيا.

يحتل المغرب مكانة متقدمة في شمال إفريقيا، حيث حافظ على موقعه كثالث أقوى منظومة ابتكار في المنطقة، متفوقًا على تونس ومصر من حيث معدل النمو. فعلى سبيل المثال، سجلت تونس نموًا بنسبة 15.3% لتحتل المرتبة 82، بينما حققت مصر نموًا بنسبة 22% وجاءت في المرتبة 65. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر لم تظهر ضمن قائمة المئة دولة الأولى.

على الصعيد العربي، يبرز المغرب كثامن أقوى منظومة ابتكار، خلف دول مثل الإمارات العربية المتحدة التي تصدرت التصنيف الإقليمي والمرتبة 21 عالميًا بنمو 32%، والمملكة العربية السعودية التي حققت قفزة استثنائية بلغت 236.8% لتحتل المرتبة 38.

شهدت المدن المغربية بدورها تقدمًا كبيرًا في التصنيف، حيث قفزت الدار البيضاء، المحور المركزي للابتكار في المغرب، 42 مرتبة مقارنة بعام 2024، لتصل إلى المرتبة 317 عالميًا، محققة نموًا يتجاوز 40%.

و تسيطر الدار البيضاء على مشهد الابتكار في المغرب بفارق كبير عن أقرب منافسيها، الرباط، التي تقدمت بدورها سبع مراتب لتصل إلى المرتبة 811 عالميًا بنمو 20.7%.

في المقابل، تراجعت مدينة أكادير إلى المرتبة 968 بعد تسجيلها نموًا سلبيًا بنسبة -5.5%، مما يضعها في خطر الخروج من قائمة أفضل 1000 منظومة حضرية عالميًا.

أما مراكش فقد حلت في المرتبة 1060 بنمو إيجابي قدره 12%، وشهدت طنجة دخولها الأول للتصنيف في المرتبة 1151، مما يعكس بداية انخراطها في المشهد الابتكاري.

يُشير التقرير إلى أن المغرب يقدم بيئة مستقرة ومنخفضة التكاليف لرواد الأعمال الطامحين لدخول سوق شمال إفريقيا. ويعزز هذا الموقع الاستراتيجي توفر شريحة شبابية متمكنة رقميًا، بالإضافة إلى التحسن المستمر في البنية التحتية الرقمية، مما يؤهل المغرب ليصبح مركزًا إقليميًا للابتكار والتكنولوجيا.

وفيما يتعلق بالتمويل، بلغ إجمالي الاستثمارات في الشركات الناشئة المغربية 176.9 مليون دولار أمريكي في عام 2024.

وقد سلط التقرير الضوء على فاعلين ماليين رئيسيين مثل UM6P Ventures، الذراع الاستثماري لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وMaroc Numeric Fund، بالإضافة إلى صندوق Innov Invest الذي أُطلق بالشراكة مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.

كما يلعب “إمباكت لاب” في الدار البيضاء دورًا هامًا في دعم الشركات الناشئة ذات الأثر الاجتماعي والبيئي.

رصد التقرير عددًا من قصص النجاح البارزة، مثل استحواذ شركات دولية على شركات ناشئة مغربية كـ”دبا دوك” و”موتور” و”واي ستو كاب”.

كما جمعت شركة “Terraa” المتخصصة في توزيع المنتجات الغذائية 1.5 مليون دولار أمريكي في جولة تمويل تمهيدية، وهو الرقم الأكبر من نوعه في تاريخ المغرب. ووصلت شركة “Chari” للتجارة الإلكترونية إلى تقييم 100 مليون دولار في 2022، مما يؤكد نضج السوق المغربية.

على المستوى الحكومي، أشار التقرير إلى مبادرات داعمة للابتكار، منها الإعفاءات الضريبية وبرنامج “Maroc PME”. كما تم إطلاق علامة “MoroccoTech” في 2022 لترويج المغرب كوجهة رقمية عالمية، وفي 2023 أطلقت الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030” بميزانية 240 مليون درهم مغربي لدعم الشركات الناشئة وتوسعها الدولي.

وتساهم منظمات غير ربحية مثل “ستارت آب ماروك” و”تيكنو بارك” في تحفيز ريادة الأعمال.

و على الرغم من الطموح المغربي في التحول إلى مركز إقليمي للابتكار، يرى التقرير أن هناك تحديات جوهرية يجب التعامل معها، مثل تحسين جودة التعليم، ومعالجة الفوارق الاجتماعية، وسن قوانين داعمة لريادة الأعمال، وتحسين البيئة الاستثمارية.

إذا تمكن المغرب من معالجة هذه العوائق بفعالية، فإنه يمتلك القدرة على الارتقاء إلى مراتب أعلى في مشهد الابتكار العالمي خلال السنوات القادمة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى