Bitget Banner
الأخباراقتصاد المغرب

المغرب يتصدر النمو العالمي في إنتاج حمض الفوسفوريك المستخدم في بطاريات السيارات

توقعت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) أن يشهد المغرب أكبر نمو في إمدادات حمض الفوسفوريك النقي (PPA) المخصص لصناعة بطاريات السيارات، خارج الصين، خلال العام الجاري. يأتي هذا في إطار المشاريع التوسعية التي تقودها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP).

وأشارت الوكالة، في تقريرها الأخير حول “توقعات الموارد المعدنية الحرجة لعام 2025″، إلى أن المغرب والولايات المتحدة من المتوقع أن يصبحا أكبر مصدرين لحمض الفوسفوريك خارج الصين بحلول 2030، ليساهما معا في تغطية حوالي 40% من الإمدادات العالمية.

وخلال العام الماضي، هيمنت الصين على إنتاج الفوسفات بنسبة 45% من السوق العالمي، تلاها المغرب بحصة بلغت 15%، ثم الولايات المتحدة بنحو 10%.

ومع ذلك، لفت التقرير إلى أن المغرب، رغم امتلاكه 70% من احتياطيات الفوسفات العالمية مقابل 5% فقط للصين، لا يسهم سوى بـ3% من الإنتاج العالمي لحمض الفوسفوريك المخصص للبطاريات، مما يعكس فجوة كبيرة بين قدراته التعدينية وقدراته التكريرية.

في هذا السياق، نبّهت الوكالة الدولية للطاقة إلى سيطرة الصين حاليا على نحو 75% من إمدادات حمض الفوسفوريك النقي عالميا، في حين تنتج الولايات المتحدة وأوروبا معا نحو 10% (مع استحواذ بلجيكا على ثلثي الإنتاج الأوروبي).

وأبرز التقرير أيضا تدفق استثمارات صينية ضخمة مؤخرا في المغرب لتأمين إمدادات الفوسفات المستخدمة في إنتاج بطاريات الليثيوم-حديد-فوسفات (LFP)، والتي يعتمد تصنيعها بشكل أساسي على حمض الفوسفوريك.

لكن التقرير حذّر من تحديات متوقعة على المدى القريب، إذ يُتوقع أن يعجز سوق حمض الفوسفوريك النقي عن تلبية الطلب المتزايد على بطاريات LFP بحلول 2030، بسبب بطء وتيرة توسيع قدرات التكرير مقارنة بالنمو السريع للطلب.

وأشار التقرير إلى أن اتفاقيات التجارة الحرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تُسهّل وصول المنتجات الصينية إلى هذه الأسواق عبر المغرب، مما يضيف بُعدا استراتيجيا لهذا التوجه.

وأوصت الوكالة الدولية للطاقة بمجموعة من الإجراءات لدعم سلاسل توريد حمض الفوسفوريك، من بينها:

الاستثمار في مشاريع التكرير بالقرب من مصادر الفوسفات في المغرب لتقليل تكاليف النقل.

تقديم حوافز مالية وإعانات لمنتجي معدات وآلات بطاريات LFP، بما يعزز قدراتهم الإنتاجية ويخفض التكاليف.

تشجيع تحالفات بين الشركات المحلية والدولية لزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.

توفير تمويل مباشر أو ضمانات قروض بأسعار فائدة منخفضة لدعم استثمارات إنتاج مواد البطاريات.

كما أكدت الوكالة أن تكرير صخور الفوسفات يشكل تحديا رئيسيا في سلاسل توريد بطاريات LFP وLMFP، إلى جانب تحديات تكرير المنغنيز الضروري للبطاريات القائمة على النيكل.

وأشارت إلى أن المنافسة مع الصين في مجال إنتاج حمض الفوسفوريك تواجه صعوبات تتعلق بتكاليف الإنتاج والتخلص من النفايات الصناعية، ما يجعل تطوير هذه السلاسل عالميا أكثر تعقيدا.

بهذه التطورات، يجد المغرب نفسه أمام فرصة لتعزيز دوره كمورد أساسي لحمض الفوسفوريك النقي في السوق العالمي، وفي الوقت نفسه مطالب بمواجهة تحديات تنافسية وتقنية لضمان استدامة هذا الدور الريادي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى