Bitget Banner
اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يبرز كفاعل محوري في الابتكار التكنولوجي الإفريقي خلال مشاركته بمعرض فيفا تيك 2025

في إطار التزامه المتواصل بتعزيز الابتكار الرقمي وريادة الأعمال في القارة الإفريقية، يشارك المغرب بقوة في الدورة الحالية لمعرض “فيفا تيك” المقام بباريس ما بين 11 و14 يونيو، من خلال وفد تقوده وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ويضم أكثر من 25 شركة ناشئة مغربية تنشط في مجالات استراتيجية كالأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، الصحة الرقمية، التكنولوجيا الخضراء، والحوسبة السحابية.

وفي هذا السياق، نظمت الوزارة ثلاث جلسات حوارية ضمن منصة “أفريكا-تيك”، ترجمة للرؤية المغربية الرامية إلى ترسيخ منظومة ابتكار إفريقية قائمة على التكنولوجيا وريادة الأعمال.

خصصت الجلسة الأولى لموضوع “المقاولات الصغرى والمتوسطة والتكنولوجيا: محركات الابتكار والنمو في الأقاليم”، حيث تم تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المقاولات في تحديث الاقتصاد المحلي وخلق فرص شغل مؤهلة.

وأكد إدريس لمجاوري، مدير المنظومات وريادة الأعمال الرقمية بالوزارة، أن المقاولات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة تحتل موقعًا محوريًا في رؤية “المغرب 2030″، حيث يتم دمجها في منظومة ابتكار تعتمد على البحث والتكنولوجيات الناشئة.

من جهته، شدد محسن بنعشير، الكاتب العام لفيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات، على أهمية هذه الشركات في تعزيز مكانة علامة “صُنع في المغرب” على الصعيد الدولي، مشيرًا إلى جهود الفيدرالية في دعمها عبر مبادرات وتظاهرات كبرى.

وفي نفس الجلسة، أشار عبد اللطيف بنيدر، الرئيس المدير العام لشركة “أنصوفت”، إلى التحديات المرتبطة بالتمويل والولوج إلى الأسواق، باعتبارها من العوامل الحاسمة لنمو هذه المقاولات.

الجلسة الثانية ناقشت موضوع “القيمة المضافة للمواكبة ضمن المنظومة الناشئة”، حيث أكد المتدخلون أن الدعم الموجه للشركات الناشئة لا يقتصر على التمويل، بل يشمل التوجيه القانوني، وتنمية الكفاءات، وربطها بشبكات الخبراء والمستثمرين.

لمياء بنمخلوف، المديرة العامة لـ”تيكنوبارك المغرب”، قدمت هذه المؤسسة كنموذج متكامل للدعم، مبرزة أن 90% من الشركات الناشئة التي استفادت من خدماتها نجحت في البقاء والتطور.

كما شدد رواد أعمال من شركات ناشئة، مثل “Station” و”Aivis” و”Juridia”، على أن غياب المواكبة قد يؤدي إلى فشل المشروع حتى في ظل توفر الموارد المالية، مؤكدين على أهمية البيئة الداعمة الشاملة.

في الجلسة الثالثة، التي ناقشت “مفاتيح الشراكات الناجحة بين صناديق رأس المال المخاطر والشركات الناشئة”، تم التركيز على أهمية بناء علاقات قائمة على الثقة والرؤية المشتركة، إلى جانب الدعم الاستراتيجي لما بعد الاستثمار.

زكية رزقي، ممثلة وزارة الانتقال الرقمي، أكدت أن صناديق الاستثمار تبحث عن مشاريع متكاملة ذات رؤية واضحة وقدرة على خلق شراكات مستدامة.

أما إيمان بنيس من برنامج “Founders 212” التابع لـ CDG Invest، فأشارت إلى أن المغرب يشهد نموًا سريعًا في صناعة رأس المال المخاطر، بفضل المبادرات العمومية ونضج المنظومة الرقمية، مضيفة أن الصناديق باتت تلعب دورًا استشاريًا وهيكليًا إلى جانب دعمها المالي.

الجناح المغربي في معرض “فيفا تيك” فرض نفسه كمنصة لعرض الجيل الجديد من الحلول الرقمية التي طورتها الشركات الناشئة المغربية، معبّراً عن رؤية مغربية واضحة لبناء اقتصاد رقمي إفريقي مبتكر ومتين.

من خلال هذه المشاركة الوازنة، يعيد المغرب التأكيد على التزامه بقيادة التحول الرقمي في إفريقيا، ودعمه لمبادرات التعاون والشراكة التي من شأنها تمكين شباب القارة من الإبداع، والاندماج في الاقتصاد العالمي الجديد.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى