المعادن الأرضية النادرة…النزاع التجاري الأمريكي-الصيني يطلق شرارة ارتفاع الأسهم

أعاد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين تسليط الضوء على المعادن الأرضية النادرة، وسط مساعي واشنطن للبحث عن موردين بدلاء يقللون اعتمادها على هيمنة الصين، التي تتحكم بحوالي 70% من الإنتاج العالمي و90% من قدرة التكرير، وفق تقرير حديث صادر عن Sevens Report.

ويشير التقرير إلى أن هذا التحرك الأمريكي لاقتناص موردين أكثر ودية بدأ يؤثر على الأسواق، حيث يخلق “تأثيراً مثيراً للاهتمام على بعض الأسهم”.

ويقارن التقرير الوضع الحالي بالمرحلة المبكرة لثورة الذكاء الاصطناعي، حين كانت مجرد الإشارة إلى استثمار الشركات في الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى قفز أسعار أسهمها.

قدمت شركة Cleveland-Cliffs مثالاً حديثاً على هذا التأثير، إذ ارتفعت أسهمها بنسبة 20% بعد إعلان الإدارة عن استكشاف مناجم المعادن الأرضية النادرة في مينيسوتا وميشيغان، رغم أن هذه الخطوة لم ترتبط بشكل مباشر بالأرباح الفعلية.

ويشير التقرير إلى أن السوق قد يشهد نمطاً جديداً يحصل فيه المستثمرون على دفعة للأسهم بمجرد الإعلان عن استكشاف أو تكرير المعادن الأرضية النادرة.

وقد ارتفعت استثمارات هذا القطاع بالفعل خلال العام الجاري، حيث صعد كل من VanEck Rare Earth & Strategic Metals ETF وSprott Critical Materials ETF بأكثر من 80% منذ بداية 2025، في حين سجلت MP Materials مكاسب تجاوزت 400%.

كما أشارت Sevens إلى أن شركات التعدين الكبرى والمتنوعة مثل Albemarle وFreeport-McMoRan وCameco قد تستفيد أيضاً إذا بدأ المستثمرون في تسعير تعرضها غير المباشر لهذا الاتجاه.

ومن المتوقع أن تشمل هذه الزيادة أيضًا صناديق المعادن والتعدين الأوسع نطاقاً، مثل SPDR S&P Metals and Mining ETF وiShares MSCI Global Metals & Mining Producers ETF، والتي تمتلك شركات ذات تعرض غير مباشر للمعادن الصناعية بدلاً من المعادن الثمينة.

وأضاف التقرير أن الجهود الأمريكية لبناء سلسلة توريد أكثر مرونة تحظى بدعم سياسي متزايد، مع الإشارة إلى اتفاقية بقيمة 8.5 مليار دولار مع أستراليا لتوسيع إنتاج المعادن الأرضية النادرة.

لكنه حذر من أن تنويع الإمدادات سيستغرق وقتاً طويلاً، موضحاً: “المعادن الأرضية النادرة ليست نادرة فعلياً، بل التحدي يكمن في العثور عليها بكميات تجارية قابلة للتطبيق وقدرتها على التكرير إلى مكونات مفيدة”.

ويخلص التقرير إلى أنه بينما المعادن الأرضية النادرة قد لا تصبح “الذكاء الاصطناعي الجديد”، إلا أن التوترات الجيوسياسية المرتفعة حولها قد تمنح أسهم شركات التعدين والمواد الصناعية دفعة إضافية في السوق، مع التركيز على تلك المتجهة نحو الصناعات التقنية والصناعية الحديثة.