المضاربون يراهنون على تراجع الدولار الأميركي وسط مخاوف اقتصادية وتصاعد الاهتمام بالعملات الأخرى
يتجه الدولار الأميركي نحو مزيد من الضغوط مع تزايد رهانات المضاربين على انخفاض قيمته، في مشهد يعكس تصاعد القلق حيال الأصول الأميركية رغم التحسن الأخير في أسواق الأسهم.
فقد كشفت بيانات لجنة تداول العقود المستقبلية للسلع أن صناديق التحوط ومديري الأصول عززوا مراكزهم المالية الرامية إلى الاستفادة من تراجع الدولار، خلال الأسبوع المنتهي في 29 أبريل.
وتشير التقديرات إلى أن هذه المراكز تمثل ما يعادل 17 مليار دولار من الرهانات على انخفاض العملة الأميركية.
وترافق هذا التوجه مع هبوط مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.4%، ليواصل بذلك مساره الهابط خلال أربعة من الأسابيع الخمسة الأخيرة. منذ بداية عام 2025، خسر المؤشر أكثر من 6% من قيمته، في ظل عزوف متصاعد عن الأصول الأميركية.
تُعزى هذه الموجة البيعية بشكل رئيسي إلى السياسات التجارية المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أثارت صدمات متكررة في الأسواق وأضعفت مكانة الدولار كعملة ملاذ آمن.
ورغم إشارات إلى تحسن في البيانات الاقتصادية وإمكانية التوصل لاتفاقات تجارية، إلا أن عدم اليقين السياسي لا يزال يقيد شهية المستثمرين تجاه الأصول الأميركية.
ينصب تركيز الأسواق حالياً على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 7 مايو، إذ تُظهر بيانات عقود الخيارات أن المستثمرين يدفعون علاوة أعلى للتحوط من انخفاض الدولار، مقارنةً بالرهانات على ارتفاعه، سواء على مدى أسبوع أو شهر.
وفي المقابل، جاءت بيانات الوظائف الأميركية الأخيرة أقوى من التوقعات، ما خفف من احتمالات خفض قريب في أسعار الفائدة، إلا أنه لم يبدد الاتجاه الهبوطي للعملة الأميركية.
وبينما يستمر الضغط على الدولار، شهدت عملات مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي ارتفاعًا لافتًا، مع تحقيقهما مكاسب تقارب 1%، مستفيدين من بوادر انفتاح الصين على الحوار التجاري مع واشنطن.
ويقول أروب تشاتيرجي، مدير استراتيجيات الاقتصاد الكلي في بنك “ويلز فارغو” بنيويورك:
“الأسواق تبدو متفائلة تجاه الإشارات الصادرة من الصين، ومن الواضح أن المستثمرين يتخلصون تدريجياً من مراكزهم الشرائية على الدولار مقابل عملات آسيا”.
