المستثمرون البريطانيون يتفاعلون مع فرص سوق الرساميل المغربي في لندن

تشهد العاصمة البريطانية لندن ما بين 7 و9 ماي الجاري زخماً استثمارياً ملفتاً حول التجربة المغربية في سوق الرساميل، وذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة من “أيام سوق الرساميل المغربي”، التي شكلت منصة استراتيجية لعرض إنجازات الشركات المغربية المدرجة وتعزيز علاقات التعاون المالي مع المملكة المتحدة.
الحدث، الذي نُظم بدعم من سفارة المغرب بلندن، استقطب ثلاثين من مديري كبريات الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء، إلى جانب فاعلين مؤسساتيين وممثلي صناديق استثمار وشخصيات وازنة من المغرب وبريطانيا.
تميز البرنامج بندوة محورية تناولت مؤهلات الاقتصاد المغربي وآفاقه المستقبلية، إلى جانب تنظيم أكثر من 160 اجتماعاً ثنائياً بين المستثمرين الدوليين وممثلي الشركات المغربية، مما سمح ببناء جسور ثقة جديدة بين السوق المغربية ورؤوس الأموال الأجنبية.
في مداخلته، شدد يونس بنجلون، المدير العام لمجموعة CFG، على أن المقارنة النمطية التي تصف السوق المغربية بأنها “مرتفعة التقييم” تخطئ فهم الأساسيات الاقتصادية التي تميز المغرب، ومنها استقرار العملة والتضخم المنخفض وأسعار الفائدة المواتية، مشيراً إلى أن هذه العوامل مجتمعة توفر بيئة استثمارية نادرة في المنطقة.
وأكد أن النتائج الإيجابية المسجلة في عام 2024 ليست طارئة، بل تتويج لمسار متواصل من النمو في قطاعات حيوية مثل الصناعة والمالية والصحة والبناء.
من بين النماذج التي ألهمت المشاركين، تبرز شركة HPS المتخصصة في حلول الدفع، التي أصبحت مثالاً يحتذى به في كيفية الانتقال من مشروع محلي صغير إلى مجموعة دولية.
وصرّح رئيسها عبد السلام علوي إسماعيلي بأن إدراج الشركة في البورصة ساهم بشكل كبير في بناء مصداقيتها على الساحة الدولية، وفرض عليها التزاماً حقيقياً بالحكامة والشفافية البيئية والاجتماعية.
كما كانت تجربة شركة CMGP في الزراعة المتقدمة محط اهتمام، حيث أوضح ممثل صندوق DPI، جيد ديل ليرو مورو، أن دخول الشركة إلى البورصة كان جزءاً من استراتيجية الخروج المدروسة التي تعكس نضج السوق المغربي.
وأضاف أن السوق أصبح اليوم قادراً على منح المستثمرين فرصة خروج ناجحة ومربحة، وهو عنصر أساسي في جذب رؤوس أموال جديدة.
بدوره، استشهد بنجلون بحالة شركة “أكديطال”، التي تضاعفت قيمتها السوقية بشكل لافت من 300 مليون دولار عند إدراجها إلى 2.5 مليار دولار خلال أقل من عامين، وهو ما يعكس ثقة السوق في نماذج أعمال مستدامة ومدارة بكفاءة.
وفي ختام اللقاء، شدد ممثل DPI على أن المغرب يقدّم اليوم معادلة استثمارية نادرة في إفريقيا، تجمع بين الاستقرار السياسي والاقتصادي، والعائد المجزي، قائلاً: «لقد ضخّ صندوقنا أكثر من 600 مليون دولار في السوق المغربية خلال العقد الأخير، وسنواصل الرهان على هذا البلد الطموح».