المركزي الأوروبي يحذر من تحوّل جذري في النظام المالي العالمي وسط تقلبات الأسواق
حذر البنك المركزي الأوروبي من احتمال حدوث “تحول جذري في النظام المالي العالمي”، مشيرًا إلى أن الأسواق تشهد إعادة تقييم واسعة النطاق لمخاطر الأصول الأمريكية، خاصة في ظل التصعيد في السياسات التجارية للولايات المتحدة.
وجاء هذا التحذير في تقريره الأخير حول الاستقرار المالي، حيث لفت إلى أن تقلبات السوق تصاعدت مؤخرًا نتيجة التوترات التجارية العالمية التي غذّتها الرسوم الجمركية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية.
وعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة، شهدت الأسواق تراجعًا أوليًا، قبل أن تستعيد بعض مكاسبها إثر قراره المؤقت بخفض الرسوم إلى 10% لمدة 90 يومًا فقط.
وفي سياق تقييمه لتداعيات هذه التطورات، أوضح المركزي الأوروبي أن الأسواق المالية في منطقة اليورو أظهرت قدرة ملحوظة على الصمود، وتمكنت من الحفاظ على سيولة جيدة، أي إمكانية تداول الأصول دون التأثير المفرط على الأسعار.
وأشار التقرير إلى ابتعاد المستثمرين عن بعض الملاذات الآمنة التقليدية، مثل الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهي ظاهرة قد تكون مرتبطة جزئيًا بعوامل فنية، لكنها تحمل أيضًا دلالات على تحول أوسع في الثقة تجاه الأصول الأمريكية.
ويرى البنك أن هذه التحركات تعكس مخاوف متنامية من إعادة هيكلة النظام المالي العالمي، ما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في اتجاهات تدفقات رؤوس الأموال على مستوى العالم، مع ما يحمله ذلك من تبعات محتملة بعيدة المدى على الاستقرار المالي.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة “سي إن بي سي”، أشار لويس دي غيندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، إلى احتمالية حدوث تصحيح في الأسواق في الفترة المقبلة، منبهًا إلى عاملين رئيسيين يجب مراقبتهما: التقييمات المرتفعة للأصول، والضبابية الكبيرة التي تكتنف مستقبل الاقتصاد العالمي.
وأضاف دي غيندوس: “تبدو الأسواق مفرطة في التفاؤل، فهي تراهن على سيناريو يشمل تباطؤًا في النمو دون الدخول في ركود، وانخفاضًا في معدلات التضخم، مع استجابة مرنة من السياسات النقدية لهذه التغيرات”.
