العوامل المؤثرة في تقييم الأسهم…نظرة معمقة على أسهم الشركات الكبرى

عند الحديث عن الأسهم في أسواق المال، تتفاوت التوصيات بين “اشتر، بع، احتفظ” بناءً على التحليل الفني والاقتصادي. لكن عندما يتعمق المحللون في دراسة أي سهم، تزداد التحديات، حيث يجب عليهم مراعاة العديد من العوامل المتغيرة التي قد تؤثر في الاتجاه المستقبلي للأسهم.
وفي كثير من الأحيان، يتم التوصل إلى تقديرات معقدة حول إمكانية ارتفاع السهم في المستقبل، مع تأكيدات على المخاطر الكبيرة التي قد ترافق هذا التوقع.
لكن كيف يقوم المحللون بتحديد هذه التوقعات؟ يعتمد ذلك على مجموعة من العوامل التي تساهم في تشكيل الرؤية المستقبلية للأسواق.
سنحاول في هذا المقال تحليل أسهم 3 من أكبر الشركات العالمية: “ميتا” و”ألفابت” (جوجل) و”أبل”، مع تسليط الضوء على العوامل التي تؤثر في تقييماتهم.
1. ميتا: بين التشبع وفرص النمو في الذكاء الاصطناعي
من أبرز العوامل التي تساهم في تقديرات المحللين بالنسبة لسهم “ميتا” هو حالة التذبذب الكبيرة التي يشهدها السهم. ففي بداية عام 2025، سجل سهم “ميتا” أعلى قيمة تاريخية له عند 736 دولارًا، ليشهد انخفاضًا بنسبة 32% بحلول منتصف أبريل 2025، مما يعكس حالة عدم اليقين المسيطرة على السوق.
وتعتبر الإيرادات هي المحور الأساسي لتقييم ميتا، حيث يعتمد 99% من دخلها على الإعلانات والاشتراكات عبر منصاتها مثل “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”.
ورغم حالة التشبع في عدد المشتركين، إلا أن الشركة حققت إيرادات فاقت التوقعات، مما يشير إلى أن الشبكات الاجتماعية تظل قادرة على تقديم إيرادات مستدامة في المستقبل القريب.
إضافة إلى ذلك، تركز ميتا بشكل كبير على الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، مع تخصيص مليارات الدولارات لهذا المجال.
ولكن هناك العديد من التحديات التي تواجه الشركة، أبرزها المنافسة الشرسة في هذا المجال، بالإضافة إلى قلق السوق بشأن كيفية تحقيق الإيرادات من هذه الاستثمارات الكبيرة.
2. ألفابت: قوة محرك البحث والذكاء الاصطناعي في المستقبل
تعتبر “ألفابت” (شركة جوجل الأم) من الشركات التي تتمتع بوضع قوي في سوق الإنترنت. حيث تُهيمن على عمليات البحث على الإنترنت، ويقدر أن أكثر من 90% من عمليات البحث تتم عبر جوجل. مع أكثر من 5.5 مليار مستخدم نشط، يبقى جوجل أحد اللاعبين الرئيسيين في السوق.
وتستفيد الشركة من تنوع مصادر إيراداتها، من البحث على الإنترنت إلى الأنظمة السحابية والذكاء الاصطناعي. لكن مع ظهور تقنيات جديدة مثل “تشات جي بي تي” وتزايد المنافسة في هذا المجال، يواجه جوجل تحديات حقيقية في الحفاظ على تفوقه.
ومن المخاطر التي تواجهها الشركة، الاتهامات بالاحتكار، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، مما قد يؤثر سلبًا على إيراداتها.
3. أبل: تحول استراتيجي في وقت حساس
أما بالنسبة لـ”أبل”، فهي تمر بتحول استراتيجي يتضمن تقليص اعتمادها على مبيعات الآيفون والتركيز على نمو قطاع الخدمات والذكاء الاصطناعي. ففي عام 2024، حققت الشركة إيرادات تقدر بنحو 391 مليار دولار، مع زيادة في مساهمة قطاع الخدمات.
ولكن الشركة تواجه تحديات في التنافس مع شركات مثل “سامسونج” و”جوجل”، التي تقدم أجهزة ذكية تتمتع بتكامل أكبر مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما أن تزايد هيمنة الشركات الصينية مثل “هواوي” و”شاومي” يشكل تهديدًا قويًا لأبل في الأسواق الناشئة، حيث تراجعت مبيعات الآيفون في الصين بشكل ملحوظ.
تتفاوت الرؤى تجاه أسهم هذه الشركات الكبرى بناءً على تحليلات المحللين، ولكن جميعها تتفق على أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة ولكن مع مخاطر متعددة.
ففي الوقت الذي تواصل فيه “ميتا” استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، تحافظ “ألفابت” على ريادتها في البحث عبر الإنترنت رغم تحديات المنافسة، بينما تسعى “أبل” إلى تنويع مصادر دخلها عبر تطوير قطاع الخدمات والتوسع في الذكاء الاصطناعي.
في النهاية، يبقى الأمر رهينًا بتقييم المخاطر والفرص المستقبلية في ضوء التغيرات التكنولوجية والاقتصادية المتسارعة.