العملات المشفّرة تنتفض.. بيتكوين تقفز 7.5% والقيمة السوقية تقترب من 3 تريليونات دولار
شهدت أسواق العملات المشفّرة ارتداداً قوياً خلال تداولات 2 ديسمبر، حيث قفزت بيتكوين بنسبة 7.5% خلال 24 ساعة فقط، لتقود موجة صعود واسعة شملت أغلب العملات البديلة.
وأعاد هذا الزخم القوي القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية إلى عتبة 3 تريليونات دولار تقريباً، في إشارة إلى عودة الثقة تدريجياً داخل السوق.
وجاء هذا الانتعاش مدعوماً بتحسّن واضح في نفسية المستثمرين، مدفوعاً بتراجع حاد في حجم التصفية داخل أسواق العقود الآجلة بنسبة 60% ليصل إلى 328 مليون دولار، وفق بيانات CoinGlass.
كما شهدت العقود المفتوحة ارتفاعاً طفيفاً إلى 125 مليون دولار، وهو ما يُنظر إليه عادة كمؤشر على عودة السيولة وارتفاع النشاط المضاربي. ويعكس انخفاض التصفية تراجع الضغوط على المراكز الطويلة التي تُجبر على الإغلاق خلال فترات اضطراب الأسعار.
مع ذلك، لا يزال القلق حاضراً في أذهان المتعاملين بعد موجة التصفية العنيفة في 10 أكتوبر، والتي تسببت في خروج أكثر من 1.6 مليون متداول من مراكزهم، ورفعت حجم التصفية اليومية إلى أكثر من 20 مليار دولار في أسوأ جلسة خسائر لعام 2024.
تستند موجة الصعود الحالية إلى توقعات قوية بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه في اجتماعه المقبل إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 0.25%.
وتشير بيانات منصة Polymarket—التي تُتداول عبرها رهانات بأصول تتجاوز قيمتها 212 مليون دولار—إلى ارتفاع احتمالات الخفض إلى 90% بعد أن كانت أقل من 50% قبل أسابيع قليلة فقط.
ولا تقف التوقعات عند حدود الفائدة، إذ تتزايد الإشارات على إمكانية بدء دورة جديدة من التيسير الكمي، بعد أن أنهى الفيدرالي برنامج التشديد وتقليص ميزانيته بأكثر من 2 تريليون دولار خلال العامين الماضيين.
وقد ضخ البنك مؤخراً 13.5 مليار دولار في النظام المصرفي عبر عمليات إعادة الشراء الليلية، في ثاني أكبر عملية ضخ للسيولة منذ ذروة جائحة كورونا.
تعكس المكاسب الأخيرة مزيجاً من تحسن معنويات المتداولين وتبدل توقعات السياسة النقدية الأمريكية، ما يمنح سوق العملات الرقمية زخماً طال انتظاره. ومع ذلك، يظل عنصر الحذر مهيمناً، في ظل تجربة أكتوبر القاسية التي ما تزال تلقي بظلالها على قرارات المستثمرين.
